بسم
الله الرحمن الرحيم
قصة
قصيرة ..
(
المطمئنة )
يا إلهي! ها هو يبتسم لي مرةً أخرى!
انتظر! لا !!
إنها المرة الثالثة التي أراه فيها في أماكن مختلفة! كلما حاولتُ الوصول إليه لأسأله: من أنت؟ يعيقني شيء فلا أصل حيث رأيتُه؛ حتى لا أجده!
هكذا في لحظات!! أين يذهب؟ لمَ يذهب؟ لمَ يبتسم لي إذن؟!
وجهه مألوف؛ كأنه أحد أقاربي! هل يريد التعرف بي لكنه يخجل كل مرة فينصرف؟!
ملامحه طيبة! يبدو هادئاً ودوداً بشوشاً، مع مسحة حزن! كأنه ..كأنه يريد أن يُخبرني شيئاً ما لكنه يُحجم كل مرة!
بالأمس زرتُ أخي و قبله أختي ، شعرتُ برغبةٍ جارفة في زيارتهما بل و احتضانهما و احتضان أبنائهما و تقبيلهم و أنا أهديهم ما أحضرتُ لهم من هدايا و لُعب ..
بالأمس أردت أن أسأل أخي: هل لنا قريب بعيد ؛ و أصف له هذا الذي أشاهده في كل مكان! لكني أحجمت؛ فأنا الأخ الأكبر الذي يُفترض أن يعرف لا هو!!
جاء المساء .. احتضنتُ أطفالي بشدة و قبلتهم بحبّ بل و تشبثت بهم و كأنها المرة الأولى التي تأخذهم فيها زوجتي معها و هي ذاهبة إلى زيارة جدتهم!
تعلّقت عينا زوجتي بي و كأنها تسألني: ألا يوجد حضنٌ و قبلاتٌ لها أيضاً؟!
هممتُ و الله ! لولا خجلي من الأولاد !! ثم صخبهم و جذبُهم لها خارجاً مع ارتفاع رنة محمولها من هاتف خالهم يستعجلهم النزول..
مالِ خروجهم انتزع قلبي خلفهم؟!
مالِ عيني زوجتي عالقتان بعينيّ؟!
مالِ وجه أخي و أختي يقفزان في مخيلتي؟!
مالِ كأني أرى أبي و أمي يبتسمان لي رأي العين ؟!!
لا !!
أنت ؟؟
أنت ؟؟
هل تركتُ الباب مفتوحاً بعد انصراف الأولاد!!
كيف دخلت ؟!! كيف تسمح لنفسك ؟؟!!
و لكن !!
أنت .. أنت لست وحدك !!!
أَهدَأ ؟! أَطمئن ؟!
أنتم ؟؟ أنـــتـــم !!
نعم أنــا .. أنا هادئ !
أنــا .. أنا مطمئن !
لكن .. لكن .. لا زلتُ صغيراً !
لا فرق !!
لكن .. لكن ..
لم أعمل شيئاً هاماً بعد !! لديّ الكثير لأعمله ! الكثير الكثير !!
لا أخاف ؟! أطمئن ؟!!
لكن .. لكن ..
أطفالي صغار! صغار صغار !!
لا أحزن ؟! أطمئن ؟!!
أطمئن !!
أستبشر ؟!
أطمئن !
أستبشر !
نعم .. نعم .. أنا مستبشر .. نفسي مستبشرة ..
أنا مطمئن .. نفسي مطمئنة .. مـطـمـئـنة .. مــطــمــئــنة ..
أشـهـد أن لا إلــه إلا الــلــه .. و أشـهـد أن مـحـمـداً رســول الــلـــــه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق