بسم الله الرحمن الرحيم
( عندما جاء النهار ليلاً ! )
قصة
للطفل من 6 ـ 12 ..
السمكة سوسو تحب اللعب ..
السمكة توتو تحب اللعب جداً ..
السمكة توتو تحب المغامرات أيضاً !
السمكة سوسو لم تعد تلعب ليلاً بعد ما حدث عندما شاهدها
القرش الكذاب ..
السمكة توتو لا زالت تخرج ليلاً للَّعب حتى بعد ما حكت
لها سوسو عن القرش الكذاب !
توتو خرجت تلعب ليلاً بعيداً عن بيتها ..
توتو شاهدت شيئاً غريباً جداً !
توتو سبحت بسرعة شديدة و راحت عند شباك سوسو و نادت
عليها بصوت منخفض جداً حتى لا تسمعها أم السمكة سوسو ..
سوسو قالت :
ماذا تفعلين في الخارج يا توتو في هذا الوقت من الليل ؟
توتو قالت :
لم نعد بالليل يا سوسو لقد جاء النهار ليلاً !
سوسو صاحت في توتو :
النهار يأتي ليلاً !!
و قالت في نفسها :
( يا الله ! يبدو أن توتو تسير و تتحدث و هي نائمة !! )
توتو قالت بلهفة :
هيا يا سوسو تعالي معي لكي تري بنفسك !
سوسو كانت منبهرة بكلام توتو حتى إنها نسيت تماماً تحذير
والدتها من الخروج ليلاً ..
سوسو خرجت بهدوء من المنزل و راحت تسبح بسرعة مع توتو
لتشاهد النهار الذي جاء ليلاً !
توتو و سوسو سبحتا بعيداً حتى وصلتا عند صخرة كبيرة ..
توتو قالت لسوسو :
هنا ! توقفي هنا و انتظري قليلاً ..
بعد قليل شاهدتا نوراً شديداً حتى إن الليل أصبح نهاراً
!
سوسو صاحت :
ياللعجب ! النهار فعلاً جاء ليلاً !!
توتو قالت :
الآن يمكننا اللعب عند النهار الذي يأتي ليلاً !
سوسو قالت :
فعلاً يمكننا أن نرى الأشياء بوضوح ! لكنه يبقى وقتاً
قليلاً و ليس مستمراً مثل النهار !
توتو قالت :
هذا ممتعٌ أكثر ! سنلعب كلما أضاء و نتوقف كلما انطفأ،
ما رأيك يا سوسو ؟
سوسو قالت :
نعم رائع ! لكن من أين يأتي الضوء ؟
توتو قالت :
تعالي ننظر خلف الصخرة و ننتظر !
سوسو و توتو نظرتا خلف الصخرة ، كان الظلام شديداً و لم
تريا شيئاً حتى توهج شيءٌ ضخمٌ فجأة و ظهر منه هذا الضوء الشديد !
توتو صاحت :
يـــــــاه ! ما هذا ؟؟ كم هو كبير و مضيء !!
سمعها الشيء الضخم و نادى بصوتٍ عالٍ :
مرحباً يا صغار ؟ لماذا تقفون عند الظلام ؟؟ اقتربا
بجانبي حتى تلعبا في النور حتى الصباح !
فرحت توتو و راحت تتجه نحوه !
صاحت سوسو في توتو و هي تشدها بكل قوتها بعيداً :
لا! إنه كبير و غريب ؛ المعلمة قالت : لا تلعب مع
الغرباء ، ماما قالت : لا تصدِّق الغرباء
!!
سوسو كانت أقوى من توتو ؛ شدتها حتى ابتعدتا عن الصخرة
الكبيرة ..
توتو قالت لسوسو :
اتركيني ! اتركيني يا خوّافة !
كانت والدة توتو تبحث عنها و شاهدتهما من بعيد ..
توتو قالت لسوسو :
إذا أخبرتِ أمي سأخاصمك للأبد !
والدة توتو وصلت عندهما و كانت خلفها والدة سوسو أيضاً
..
والدة توتو صاحت بهما :
كيف تخرجان للعب ليلاً و بعيداً هكذا ؟؟
والدة سوسو نظرت لها و قالت :
ألم تتعلمي مما حدث سابقاً يا سوسو !! لماذا لا تسمعين
الكلام ؟؟
عادت سوسو و توتو مع والدتيهما تبكيان لأنّهما قالا لهما
أنهما محرومتان من اللعب ليومين كاملين ..
......
في اليوم التالي ليلاً كانت سوسو حزينة عند الشباك ..
لكنها فجأةً شاهدت توتو تسبح باتجاه الصخرة الكبيرة !
سوسو قالت لنفسها :
لا بد إنها ذاهبة عند ذلك الشيء الذي يصدر ضوءاً شديداً
!
سوسو قالت :
سأخبر أمي !
لكنها تذكرت أن توتو قالت :
( إذا أخبرتِ أمي سأخاصمك للأبد ! )
سوسو قالت :
إذا أخبرتُ أمي ؛ ستخبر والدة توتو ! لا أريد أن تخاصمني
توتو للأبد !!
سأذهب و أنقذها من الخطر وحدي كما فعلت أمس ..
سوسو تسللت بهدوء و سبحت بسرعة شديدة حتى تلحق توتو قبل
أن تقترب من ذلك الشيء الضخم صاحب النور الغريب ..
لكن سوسو وصلت متأخرة !
كانت توتو قد اقتربت كثيراً منه ..
فرح الشيء الضخم وقال :
هيا اقتربي أكثر لتلعبي في النور !
سوسو صرخت فيها و هي تسرع نحوها لتشدها بعيداً عنه :
لا ابتعدي عنه ! ابتعدي عنه !
خاف الشيء الضخم أن تسمع كلام صاحبتها و أسرع بالتوهّج
بالضوء ..
صُعقت توتو من الكهرباء التي أصدرها جسده وفقدت الوعي !
حتى سوسو أحست بالشلل و لم تستطع أن تمسك يد توتو
لتسحبها بعيداً !
فرح ثعبان البحر بالوليمة حتى إنه دار حول نفسه من
السعادة !
لكن سعادته اختفت فجأة عندما لم يجد وليمته مكانها !!
كانت أم سوسو تسبح بعيداً بكل قوتها و هي تشد سوسو و
توتو من أيديهما حتى إن ثعبان البحر كاد يُجنُّ من الغيظ لأنه لم يستطع اللحاق بها
بعد الصخرة الكبيرة !
...
سوسو و توتو بكتا يومين كاملين من الألم و الندم بعد أن
عرفتا أن ليس كل ما يضيء و يلمع يكون آمناً ، و أن إخفاء المشاكل لا يحلها ، و أننا يجب أن لا نثق بقدراتنا بغرور و طبعاً أن لا نثق بالغرباء ..
لكن بعد الألم و البكاء .. أصبحت سوسو و توتو أكثر
تعقُّلاً و صداقتهما غدت أقوى و أكثر إشراقاً من نور النهار حتى في ظلمة الليل .