بسم الله الرحمن الرحيم
قصة للطفل من 4 ـ 10 ..
( دوبه و الصنبور )
ـ ماما : انقطعت المياه و أنا لم أنتهي من ملء زجاجات
المياه بعد !
هكذا قالت ( دوبه ) لوالدتها السيدة ( دبدوبه ) ..
= لا بأس يا عزيزتي دوبه هذا يحدث أحياناً ؛ ستأتي
المياه بعد قليل ؛ أغلقي الصنبور يا حلوة و تعالي معي نحضر الخضار من السوق .
هكذا قالت والدة دوبه السيدة دبدوبه ..
لكنّ دوبه رفضت الذهاب مع والدتها السيدة دبدوبه و قالت
:
ـ أريد أن أشاهد برنامجي المفضّل يا ماما ، و أيضاً
سأكمل ملء الزجاجات حين تأتي المياه .
وافقت السيدة دبدوبه و قالت لـ دوبه :
= حسناً يا عزيزتي ؛ لكن تأكدي من إغلاق صنبور المياه .
دوبه قالت :
ـ لا تقلقي يا ماما سأفعل .
خرجت السيدة دبدوبه إلى السوق ..
أغلقت دوبه صنبور المياه ..
راحت دوبه تشاهد كرتونها المفضل على التلفاز ..
أرادت دوبه أن تغسل لها تفاحة لتأكلها و هي تشاهد
الكرتون ..
عادت دوبه للمطبخ ، وضعت التفاحة في طبق لتغسلها و فتحت
صنبور المياه ..
لكن المياه لم تنزل من الصنبور !
تذكرت دوبه أن المياه مقطوعة !
أغلقت دوبه الصنبور و قالت سأعود لأفتحه بعد قليل لأعرف
إن كانت المياه قد عادت أو لا ..
لكن دوبه توقفت قليلاً و قالت لنفسها :
ماذا لو عدتُ بعد قليل و لم أجد المياه أيضاً ؟ ستضيع
عليّ أفضل المقاطع في برنامجي المفضل !
تركت دوبه الصنبور مفتوحاً و قالت لنفسها :
عندما تأتي المياه سأسمع صوت نزولها على الطبق و هكذا لن
أضطر للمجيء مرة أخرى لأعرف إن كانت جاءت أو لا و لن تضيع عليّ لقطات كثيرة في
كرتوني الجميل .
راحت دوبه لتشاهد الكرتون ؛ و عندما جاءت أغانيها
المفضلة رفعت صوت التلفاز و راحت تقفز مثل الأطفال في الأغنية ..
كانت دوبه تغني مع أغنيتها الجميلة بصوتٍ عالٍ و تردد
معها :
( و الماءُ صار يجري .......... جرياً كماء النهرِ )
( و الماءُ صار يجري .......... جرياً كماء النهرِ )
و أخذت تقفز معها حتى أنها أحسّت بالماء فعلاً فأخذت
تنظر في دهشة إلى التلفاز و سألت نفسها بخوف :
هل تسرب الماء من التلفاز ؟؟
ثم قفزت صارخة عندما شاهدت الماء تحت قدمها بالفعل و قد
أخذ يزيد و يعلو :
ماما ماما !! النجدة يا ماما !! الماء خرج من التلفاز يا
ماما !! النجدة يا ماما !!
فتحت دوبه الباب و خرجت تركض و خرج الماء وراءها و هي
تصرخ و تنادي :
ماما ماما !! النجدة يا ماما !! النجدة يا ماما !!
سمعتها جارتها السيدة كوالا و فتحت الباب فوراً و
احتضنتها و هي تقول :
لا تخافي يا دوبه لا تخافي !
سألتها السيدة كوالا عن سبب خوفها ..
قالت دوبه أن التلفاز يسرب المياه !
ضحكت السيدة كوالا و قالت لدوبه : التلفاز لا يخرج منه
شيء !
بكت دوبه وقالت أن المياه خرجت من الأغنية و لاحقتها !
استغربت السيدة كوالا جداً خاصةً حين رأت المياه تخرج
بكثرة من منزل السيدة دبدوبه !
دخلت السيدة كوالا منزل السيدة دبدوبه فوجدت الأرض غارقة
بالمياه !
اتجهت السيدة كوالا فوراً إلى المطبخ فوجدت المياه تندفع
من الصنبور بشدة !
أغلقت السيدة كوالا الصنبور ..
خرجت السيدة كوالا و قالت لدوبه :
كان صنبور المياه مفتوحاً على آخره !
صاحت دوبه :
يــــــــــــاه ! لقد تركته مفتوحاً و قلت أني سأسمع
صوت المياه حين تأتي لكني لم أسمع شيئاً و نسيته تماماً !
قالت السيدة كوالا :
لقد غرقت
الأرضية و ابتلت السجادة تماماً يا دوبه !
صرخت دوبه :
ماما ستعاقبني .. ماما ستعاقبني !
قالت السيدة كوالا :
لقد أخطأتِ بشدة يا دوبه ! لو كنت مكان والدتك سأعاقبك
بالفعل !
بكت دوبه بشده لأنها أغرقت البيت بسبب كسلها و إهمالها و
راحت تردد مرة أخرى : ماما ستعاقبني .. ماما ستعاقبني !
هدّأتها السيدة كوالا و قالت :
هيّا تعالي ؛ سنجفف المياه معاً ..
جاءت السيدة دبدوبه و وجدت السيدة كوالا تغسل سجادة و دوبه
تغسل سجادة بيتهم !
قالت السيدة كوالا : دوبه نشيطة جداً ؛ حين رأتني أغسل
سجادتي قالت : سأغسل أنا السجادة لماما !
استغربت السيدة دبدوبه جداً ، لكنّها فرِحَت و قالت :
فعلاً كنت أفكر في غسلها قريباً !
شكرت السيدة دبدوبه جارتها جداً على تعليم دوبه كيف تغسل
السجاد ، واحتضنت دوبه و قبّلتها و كانت فرِحة جداً أنها كبرت و أحسّت بالمسئولية .
في المساء حين نامت دوبه أخبرت السيدة كوالا جارتها عن
ما حدث و اتفقتا على أن لا تخبر دوبه أنها عرفت ..
سعِدَت السيدة دبدوبه بتصرف جارتها السيدة كوالا و
شكرتها جداً ..
في صباح اليوم التالي كانت دوبه تشعر بالذنب لأنها أخطأت
..
أخبرت دوبه والدتها بما حدث و طلبت منها أن لا تخبر
السيدة كوالا أنها أخبرتها !
فرحت السيدة دبدوبه جداً لأنها اقتنعت الآن فقط أنّ دوبه
فعلاً كَبُرَ عقلها و أحسّت بالمسئولية ..
قبّلت السيدة دبدوبه ابنتها دوبه و قالت لها أن العاقل
فعلاً هو من يتعلّم من أخطائه ..
في مساء اليوم التالي كانت السيدة دبدوبه و السيدة كوالا
تعلِّمان دوبه كيف تصنع كعكه لذيذة و تركتا لها تزيينها بالكريمة و الشكولاتة و
العسل ..
جلس الجميع على السجادة و قد جفّت تماماً و أصبحت أنظف و
أجمل و حين فتحن قناة الكرتون كانت الأغنية تقول :
( و الماءُ صار
يجري .......... جرياً كماء النهرِ )
شهقت دوبه و قفزت في الهواء و هي تنظر تحت رجليها !
انتبهت دوبه لنفسها و رأت والدتها و جارتها ينظران لها
في دهشة !
ضحك الجميع في وقتٍ واحد و أكملن أكل الكيكة اللذيذة في
سعادة و هناء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق