بسم الله
الرحمن الرحيم
من قطوف
الكتب ..
( باب ما جاء
في صفة كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعر)
- حدثنا علي
بن حجر. حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه «1» عن عائشة رضي الله عنها قالت:
«قيل لها هل
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر قالت: كان يتمثل بشعر ابن
رواحه «2» ويتمثل بقوله «3» ويأتيك بالأخبار من لم تزود «4» » «5» .
- حدثنا محمد
بن بشار. حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. حدثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير.
حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إن أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد «6» : ألا كل شيء ما
خلا الله باطل «7» .
وكاد أمية «8»
بن أبي الصّلت أن يسلم» «9» .
- حدثنا محمد
بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البجلي
«10» قال:
«أصاب حجر
إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدميت فقال:
هل أنت إلا
إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت «11»
حدثنا ابن
أبي عمر. حدثنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس عن جندب بن عبد الله البجلي نحوه.
- حدثنا عليّ
بن حجر. حدثنا شريك عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال:
«جالست
النبيّ صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرة وكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون
أشياء من أمر الجاهلية وهو ساكت وربما تبسم معهم» «12» .
- حدثنا عليّ
بن حجر. حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة:
«عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا
الله باطل» «13» .
- حدثنا أحمد
بن منيع. حدثنا مروان بن معاوية «14» عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو
بن الشريد عن أبيه قال:
«كنت ردف «15» النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته مائة
قافية من قول أميّة بن أبي الصلت الثقفي: كلما أنشدته بيتا قال لي النبي صلى الله
عليه وسلم: هيه «16» حتى أنشدته مائة يعني بيتا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
إنْ كاد ليسلم» «17» .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المقدام بن شريح: بن
هانئ بن يزيد الحارثي الكوفي، ثقة، من الطبقة السادسة. خرج له الجماعة. وأبوه شريح
الكوفي، مخضرم ثقة، روى له الجماعة.
(2) هو عبد الله بن
رواحة الانصاري الخزرجي أحد النقباء شهد العقبة وبدرا وأحدا والخندق والمشاهد
بعدها، الا الفتح وما بعده فإنه قتل يوم مؤتة شهيدا أميرا ومن شعره:
وفينا رسول الله يتلو
كتابه ... إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى
فقلوبنا ... به موقنات ان ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن
فراشه ... إذا استقلت بالكافرين المضاجع
(3) أي ويتمثل أيضا بشعر
طرفة بن العبد قال ذلك في قصيدته المعلقة.
(4) بضم التاء وكسر
الواو المشددة، وهو من التزويد وهو اعطاء الزاد وأول البيت:
ستبدي لك الايام ما كنت
جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
(5) أخرجه الترمذي في
الأدب برقم 2852.
(6) لبيد بن أبي ربيعة
العامري قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد قومه، كان شريفا في الجاهلية
والاسلام نزل الكوفة مات سنة 41 هـ وله من العمر 140 سنة، وهو من فصحاء العرب
وشعرائهم ولما أسلم لم يقل شعرا، وقال يكفيني القرآن.
(7) والبيت هكذا:
ألا كلّ شيء ما خلا الله
باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
(8) الثقفي أدرك الاسلام
ولم يسلم، وكان أمية هذا ينطق بالحقائق ويؤمن بالبعث ويتعبد بالجاهلية. مات في
حصار الطائف. وقال عنه صلى الله عليه وسلم: «آمن شعره وكفر قلبه» .
(9) أخرجه الترمذي في
الأدب برقم 2853 والبخاري ومسلم في كتاب الشعر برقم 2256 وابن ماجه في الادب برقم
3757.
(10) البجلي. بفتح الباء
والجيم نسبة إلى قبيلة بجيلة. له صحبة، خرج له الجماعة.
(11) أخرجه الترمذي في
التفسير حديث رقم 3342 ومسلم في الجهاد باب مالقي الرسول صلى الله عليه وسلم من
أذى المشركين ك 32 ب 39 ح 1796/ أنظر شرح مسلم للنووي 12/ 154 وأخرجه البخاري في
الجهاد باب فضل من يصرع في سبيل الله، وفي كتاب الأدب. وهذا الشعر لابن رواحة قال
في غزوة مؤتة فأصيب بإصبعه فارتجز وجعل يقول:
هل أنت إلا أصبع دميت ...
وفي سبيل الله ما لقيت
يا نفس، إلا تقتلي تموتي
... هذا حياض الموت قد صليت
وما تمنيت فقد لقيت ...
إن تفعلي فعلهما هديت
ثم ثبت حتى استشهد،
وتمثل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله.
(12) أخرجه الترمذي في الأدب برقم 2854.
(13) انظر تخريج الحديث
رقم 242.
(14) مروان بن معاوية:
بن الحارث الكوفي الحافظ نزيل مكة ودمشق ثقة يدلي أسماء الشيوخ توفي سنة 193 هـ.
خرج له الجماعة.
(15) أي رديفه. أي راكب
خلفه على الدابة.
(16) أي زدني.
(17) أخرجه مسلم في كتاب
الشعر حديث رقم 2255 وابن ماجه في الادب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب: الشمائل
المحمدية
المؤلف: محمد بن عيسى بن
سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبو عيسى (المتوفى: 279هـ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق