بسم
الله الرحمن الرحيم
قصة
قصيرة ..
(
ابتسامة بريئة )
أف !
ما أشدّ غيرة مصطفى !! إنها عيبهُ الأكبر .. لقد مللتُ من الحبس الانفرادي الذي
يفرضه عليّ في البيت !!
يخرج في السابعة ويعود مجهداً في الثالثة ليأكل وينام ! ثم يستيقظ في السادسة ليشرب كوب الشاي ويخرج لمسامرة أصحابه في المقهى أو لزيارة أقربائه وحده ـ دون أن يأخذني معه ـ ثم يعود ليتعشى وينام ! وأنا! أين أنا ؟! أكلم نفسي كالمجانين ليل نهار !!
لا هذا لا يحتمل !!
ولكي يأخذني لزيارة أحد أقاربي أو قريباتي لا بد من معركة حامية الوطيس قبلها بأيام لكي يرضى ..
لا هذا لا يطاق !!
لقد رجوتُه لمدة أسبوع أن أزور قريبتي صباح قبل أن تتزوج ، دون جدوى !
ستتزوج بعد غد ، لذا قررت أن أزورها اليوم سراً ـ دون علمه ـ " عنداً فيه "،
لقد خرج من نصف ساعة ، سأظل عندها ساعتين أو ثلاث ثم أعود حتماً قبل موعد عودته ، سأوصيها طبعاً أن لا يعرف أحد بزيارتي لها ، ومن سيكون عندها في هذا الوقت من النهار ؟! لا أحد .. وبهذا أكون قد زرت صباح ـ صديقة عمري ـ ، قبل أن يحرمني مصطفى منها للأبد !!
لقد جهزت الغداء بالأمس ليومين حتى أقوم بتسخينه اليوم فقط ..
أف! لماذا تأخر الباص ؟ إنها على بعد محطتين فقط ،لو أخذتها سيراً على الأقدام منذ جلست على كرسي الانتظار هذا كنت وصلت !
والله زمان يا صباح ! هل حقا ستتزوجين ؟! ماذا لو عملت فيها مقلباً كما تعودنا على فعل المقالب في بعض .. لا .. حرام .. أذكر يوم عملت نفسي أصفف شعرها وقصصته لها ! ظلت تبكي طول اليوم وخاصمتني شهراً .. حتى طال مرة أخرى ..
ابتسمتْ دون قصد ما إن تذكرتْ هذه القصة وظلت مبتسمة دون أن تدري حتى انتبهت على صوت امرأة عجوز بجوارها :
ـ قلة أدب !!
نظرت إليها في حركة تلقائية فإذا بها تنظر إليها هي في اشمئزاز واضح !
لم تفهم "منى" والتفتت خلفها علّها تقصد أحداً غيرها فلم تجد ، فعادت تنظر للمرأة العجوز في براءة وتعجب ..
فأشاحت المرأة بوجهها بعيداً ..فأقنعت منى نفسها أنها لم تكن تقصدها هي ، ولكنها فجأة وقعت عيناها على شاب في الثلاثينات ينظر إليها ويبتسم وكأن بينهما وداً!! نظرت إليه في بلاهة ثم إلى العجوز مرة أخرى ثم ملأها الرعب ما إن أدركت الموقف..
يا للمصيبة .. لقد اعتقد أنها تبتسم له !!
بل اعتقد كل من رأى ابتسامتها ذلك !!
يا للكارثة .. " لماذا لا تأتي الطوبة دائما إلا في المعطوبة " ؟!!
لابد أن تهرب ..
انصرفت سريعاً من موقف الباص، لكنه طبعاً فهم أنها تدعوه للحاق بها فتابعها،
وكادت تجن حين رأت ذلك..
واضطرت منى لدخول ثلاثة شوارع مزدحمة ثم سوق الخضار لكي تتخلص منه ..
وحين وصلت شقتها وأغلقت بابها عليها ، أغمي عليها!
وحمدت الله أنها أفاقت قبل عودة مصطفى ، بدلت ثيابها وأعدت الطعام ..
فاجأها مصطفى بعد يوم أنه سيصطحبها لحفل زفاف قريبتها صباح , وقد فاجأهُ تلقيها الخبر بفتور !
حين خرجا مساءً للذهاب للحفل كانت منى تتلفت كاللصوص ؛ ولم يكن ذلك دون فائدة : فقد وقعت عيناها على ذلك الشاب يقف بعيداً مع " شلة " من أمثاله ..فأمسكت بطنها وصرخت وطلبت من مصطفى أن ترجع للبيت لأنها مريضة!
وظلت لا تعرف للباب طريقاً لمدة ثلاثة أشهر كاملة ! ومصطفى يتعجب من الهدى الذي نزل عليها فجأة !!
كما أصبحت ألطف وأرق مع مصطفى مما جعله يترك الخروج مساءً لأصحابه وأصبح يستوطن البيت !
وحين حملت منى واضطرت للذهاب للطبيبة ــ ويا لسعادة مصطفى ــ :
انـتـقـــبـــت !!
يخرج في السابعة ويعود مجهداً في الثالثة ليأكل وينام ! ثم يستيقظ في السادسة ليشرب كوب الشاي ويخرج لمسامرة أصحابه في المقهى أو لزيارة أقربائه وحده ـ دون أن يأخذني معه ـ ثم يعود ليتعشى وينام ! وأنا! أين أنا ؟! أكلم نفسي كالمجانين ليل نهار !!
لا هذا لا يحتمل !!
ولكي يأخذني لزيارة أحد أقاربي أو قريباتي لا بد من معركة حامية الوطيس قبلها بأيام لكي يرضى ..
لا هذا لا يطاق !!
لقد رجوتُه لمدة أسبوع أن أزور قريبتي صباح قبل أن تتزوج ، دون جدوى !
ستتزوج بعد غد ، لذا قررت أن أزورها اليوم سراً ـ دون علمه ـ " عنداً فيه "،
لقد خرج من نصف ساعة ، سأظل عندها ساعتين أو ثلاث ثم أعود حتماً قبل موعد عودته ، سأوصيها طبعاً أن لا يعرف أحد بزيارتي لها ، ومن سيكون عندها في هذا الوقت من النهار ؟! لا أحد .. وبهذا أكون قد زرت صباح ـ صديقة عمري ـ ، قبل أن يحرمني مصطفى منها للأبد !!
لقد جهزت الغداء بالأمس ليومين حتى أقوم بتسخينه اليوم فقط ..
أف! لماذا تأخر الباص ؟ إنها على بعد محطتين فقط ،لو أخذتها سيراً على الأقدام منذ جلست على كرسي الانتظار هذا كنت وصلت !
والله زمان يا صباح ! هل حقا ستتزوجين ؟! ماذا لو عملت فيها مقلباً كما تعودنا على فعل المقالب في بعض .. لا .. حرام .. أذكر يوم عملت نفسي أصفف شعرها وقصصته لها ! ظلت تبكي طول اليوم وخاصمتني شهراً .. حتى طال مرة أخرى ..
ابتسمتْ دون قصد ما إن تذكرتْ هذه القصة وظلت مبتسمة دون أن تدري حتى انتبهت على صوت امرأة عجوز بجوارها :
ـ قلة أدب !!
نظرت إليها في حركة تلقائية فإذا بها تنظر إليها هي في اشمئزاز واضح !
لم تفهم "منى" والتفتت خلفها علّها تقصد أحداً غيرها فلم تجد ، فعادت تنظر للمرأة العجوز في براءة وتعجب ..
فأشاحت المرأة بوجهها بعيداً ..فأقنعت منى نفسها أنها لم تكن تقصدها هي ، ولكنها فجأة وقعت عيناها على شاب في الثلاثينات ينظر إليها ويبتسم وكأن بينهما وداً!! نظرت إليه في بلاهة ثم إلى العجوز مرة أخرى ثم ملأها الرعب ما إن أدركت الموقف..
يا للمصيبة .. لقد اعتقد أنها تبتسم له !!
بل اعتقد كل من رأى ابتسامتها ذلك !!
يا للكارثة .. " لماذا لا تأتي الطوبة دائما إلا في المعطوبة " ؟!!
لابد أن تهرب ..
انصرفت سريعاً من موقف الباص، لكنه طبعاً فهم أنها تدعوه للحاق بها فتابعها،
وكادت تجن حين رأت ذلك..
واضطرت منى لدخول ثلاثة شوارع مزدحمة ثم سوق الخضار لكي تتخلص منه ..
وحين وصلت شقتها وأغلقت بابها عليها ، أغمي عليها!
وحمدت الله أنها أفاقت قبل عودة مصطفى ، بدلت ثيابها وأعدت الطعام ..
فاجأها مصطفى بعد يوم أنه سيصطحبها لحفل زفاف قريبتها صباح , وقد فاجأهُ تلقيها الخبر بفتور !
حين خرجا مساءً للذهاب للحفل كانت منى تتلفت كاللصوص ؛ ولم يكن ذلك دون فائدة : فقد وقعت عيناها على ذلك الشاب يقف بعيداً مع " شلة " من أمثاله ..فأمسكت بطنها وصرخت وطلبت من مصطفى أن ترجع للبيت لأنها مريضة!
وظلت لا تعرف للباب طريقاً لمدة ثلاثة أشهر كاملة ! ومصطفى يتعجب من الهدى الذي نزل عليها فجأة !!
كما أصبحت ألطف وأرق مع مصطفى مما جعله يترك الخروج مساءً لأصحابه وأصبح يستوطن البيت !
وحين حملت منى واضطرت للذهاب للطبيبة ــ ويا لسعادة مصطفى ــ :
انـتـقـــبـــت !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق