بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة جداً ..
( اشتريني لو سمحت ! )
جمدتُ
مكاني لوهلة ؛ و اعتقدتُ أني سمعتُ خطأً ، لولا أن كررَتْها ثانيةً ـ لكن بغصّة
هذه المرة ـ :
ـ اشتريني لو سمحت !!
اعتقدتُ أنها مجنونة ؛ ثم أمعنتُ النظر أتلمّس آثارَ هذا الجنون عليها ، فلم أرَ سوى امرأةٍ ناهزت الأربعينات ، تتشحُ بالسواد ، و وجهٍ يكاد ينطقُ بالترمل ، و كدتُ أرى على كتفها طفلاً ـ و إن لم تحمله ـ و في عينيها إعياءُ فريسةٍ أرهقها طِرادُ الصيّادين حتى قررتْ تسليم قيادها بيدها !
لكن لمن ؟ لي أنا ؟؟
نعم طبعاً ـ أنا ـ ؛ أرى ذلك في عينيها ؛ في غُصّتها ؛ في اعتراضها لي هنا ؛ ما قصدتني .. إنما قصدت تلك العمامة على رأسي ؛ و هذه الجُبّة على كتفي ؛ و هيبةُ العلم على وجهي ..
أشرتُ لها فتبعتني بضعة أمتار حيثُ صعدنا المكتب الخارجُ منه تواً ؛ و قد وقف الكلُّ ـ احتراماً و استغراباً ـ أبلغتُها المدير المختص ؛ و أوصيتُه بقيدها في كشف المنتفعين من الأوقاف و تيسير الإجراءات ، ثم ناولتُها من تحت حافة المكتب ما بجيبي ..قلتُ : حتى يتمّ القيد ..
و حين ارتجف جسدُها ، و طفرتْ عيناها بالدموع ، و أرادتْ أن تقولَ شيئاً ..
أدرتُ ظهري و انصرفت .
ـ اشتريني لو سمحت !!
اعتقدتُ أنها مجنونة ؛ ثم أمعنتُ النظر أتلمّس آثارَ هذا الجنون عليها ، فلم أرَ سوى امرأةٍ ناهزت الأربعينات ، تتشحُ بالسواد ، و وجهٍ يكاد ينطقُ بالترمل ، و كدتُ أرى على كتفها طفلاً ـ و إن لم تحمله ـ و في عينيها إعياءُ فريسةٍ أرهقها طِرادُ الصيّادين حتى قررتْ تسليم قيادها بيدها !
لكن لمن ؟ لي أنا ؟؟
نعم طبعاً ـ أنا ـ ؛ أرى ذلك في عينيها ؛ في غُصّتها ؛ في اعتراضها لي هنا ؛ ما قصدتني .. إنما قصدت تلك العمامة على رأسي ؛ و هذه الجُبّة على كتفي ؛ و هيبةُ العلم على وجهي ..
أشرتُ لها فتبعتني بضعة أمتار حيثُ صعدنا المكتب الخارجُ منه تواً ؛ و قد وقف الكلُّ ـ احتراماً و استغراباً ـ أبلغتُها المدير المختص ؛ و أوصيتُه بقيدها في كشف المنتفعين من الأوقاف و تيسير الإجراءات ، ثم ناولتُها من تحت حافة المكتب ما بجيبي ..قلتُ : حتى يتمّ القيد ..
و حين ارتجف جسدُها ، و طفرتْ عيناها بالدموع ، و أرادتْ أن تقولَ شيئاً ..
أدرتُ ظهري و انصرفت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق