الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

( سُـــــــــــعـــــــــــــــــــدى )



بسم الله الرحمن الرحيم

من كتب الأدب :

( سُــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــــــدى )


طلق الْوَلِيد بن يزِيد امْرَأَته سعدى فَلَمَّا تزوجت اشْتَدَّ ذَلِك عَلَيْهِ وَنَدم على مَا كَانَ مِنْهُ فَدخل عَلَيْهِ أشعب فَقَالَ لَهُ أبلغ سعدى عَنى رِسَالَة وَلَك مني خَمْسَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ عجِّلها فَأمر لَهُ بهَا فَلَمَّا قبضهَا قَالَ هَات رِسَالَتك فأنشده :
أسعدى مَا إِلَيْك لنا سَبِيل وَلَا حَتَّى الْقِيَامَة من تلاق
بلَى وَلَعَلَّ دهرا أَن يؤاتي بِمَوْتٍ من خَلِيلك أَو فِرَاق
فَأَتَاهَا فَاسْتَأْذن فَدخل عَلَيْهَا فَقَالَت لَهُ مَا بدالك فى زيارتنا يَا أشعب فَقَالَ يَا سيدتي أرسلني إِلَيْك الْوَلِيد برسالة وأنشدها الشّعْر فَقَالَت لجواريها خذن هَذَا الْخَبيث فَقَالَ يَا سيدتي أرسلني إِلَيْك الْوَلِيد برسالة وأنشدها الشّعْر فَقَالَت لجواريها خذن هَذَا الْخَبيث فَقَالَ يَا سيدتي إِنَّه جعل لي خَمْسَة آلَاف دِرْهَم قَالَت وَالله لأعاقبنّ أَو لتبلغنّ إِلَيْهِ مَا أَقُول لَك قَالَ سيدتي اجعلي شَيْئا قَالَت لَك بساطي هَذَا قَالَ قومي عَنهُ فَقَامَتْ عَنهُ وألقاه على ظَهره وَقَالَ هاتي رِسَالَتك فَقَالَت أنْشدهُ :
أتبكي على سعدى وَأَنت تركتهَا؟
فقد ذهبت سعدى فَمَا أَنْت صانع؟!
فَلَمَّا بلغه وأنشده الشّعْر سقط في يَده وأخذته كظمة ثمَّ سُريّ عَنهُ فَقَالَ اختر وَاحِدَة من ثَلَاث إِمَّا ان نقتلك وَإِمَّا أَن نطرحك من هَذَا الْقصر وَإِمَّا أَن نلقيك إِلَى هَذِه السبَاع، فتحيّر اشعب وأطرق حينا ثمَّ رفع رَأسه فَقَالَ يَا سيدي مَا كنت لتعذب عينين نظرتا إِلَى سعدى فَتَبَسَّمَ وخلى سَبيله.

.............................................


الكتاب: طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وأخبار وأسرار
المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا إله إلا الله

لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله أخي الوحيد في ذمة الله أسألكم بالله قراءة الفاتحة و إهداء ثوابها له و الدعاء له بالرحمة و المغفرة ...