الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

( قصة الأسد الضعيف و ابن آوى و الحمار )



بسم الله الرحمن الرحيم

من كتب الأدب ..

( قصة الأسد الضعيف و ابن آوى و الحمار )

قال القرد: زعموا أنه كان أسد في أجمةً، وكان معه ابن آوى يأكل من فواضل طعامه، فأصاب الأسد جرب، وضعف شديد فلم يستطيع الصيد فقال له ابن آوى: ما بالك يا سيد السباع قد تغيرت أحوالك؟ قال: هذا الجرب الذي قد أجهدني وليس له دواء إلا قلب حمار وأذناه قال ابن آوى: ما أيسر هذا وقد عرفت بمكان كذا حماراً مع قصّار يحمل عليه ثيابه، وأنا آتيك به ثم دلف إلى الحمار فأتاه وسلم عليه فقال له: مالي أراك مهزولاً؟ قال ما يطعمني صاحبي شيئاً فقال له: وكيف ترضى المقام معه على هذا؟ قال: فما لي حيلة في الهرب منه، لست أتوجه إلى جهة إلا جهة أضرّ بي إنسان فكدّني وأجاعني قال ابن آوى: فأنا أدلك على مكان معزول عن الناس، لا يمر به إنسان، خصيب المرعى فيه قطيع من الحمر لم تر عين مثلها حسناً وسمناً قال الحمار: وما يحبسنا عنها؟ فانطلق بنا إليها، فانطلق به ابن آوى نحو الأسد، وتقدم ابن آوى ودخل الغابة على الأسد، فأخبره بمكان الحمار فخرج إليه وأراد أن يثب عليه، فلم يستطع لضعفه، وتخلص الحمار منه فأفلت هلعاً على وجهه فلما رأى ابن آوى أن الأسد لم يقدر على الحمار، قال له: أعجزت يا سيد السباع إلى هذه الغاية؟ فقال له: إن جئتني به مرة أخرى، فلن ينجو مني أبداً فمضى ابن آوى إلى الحمار فقال له: ما الذي جرى عليك؟ إن أحد الحمر رآك غريباً، فخرج يتلقاك مرحباً بك، ولو ثبتّ له لآنسك، ومضى بك إلى أصحابه فلما سمع الحمار كلام ابن آوى، ولم يكن رأى أسداً قط، صدقه، وأخذ طريقه إلى الأسد وأعلمه بمكانه وقال له: استعد له فقد خدعته لك: فلا يدركنَّك الضعف في هذه النوبة إن أفلت فلن يعود معي أبداً فجأش جأش الأسد لتحريض ابن آوى له، وخرج إلى موضع الحمار فلما بصر به عاجله بوبثة افترسه بها. ثم قال: قد ذكرت الأطباء أنه لا يؤكل إلا بعد الغسل والطهور: فاحتفظ به حتى أعود فآكل قلبه وأذنيه، وأترك ما سوى ذلك قوتاً لك فلما ذهب الأسد ليغتسل، عمد ابن آوى إلى الحمار فأكل قلبه وأذنيه، رجاء أن يتطير الأسد منه، فلا يأكل منه شيئاً، فقال لابن آوى: أين قلب الحمار وآذناه؟ قال ابن آوى: ألم تعلم أنه لو كان له قلب يفقه به، وأذنان يسمع بهما، لم يرجع إليك بعد ما أفلت ونجا من الهلكة.
 وانَّما ضربت لك هذا المثل لتعلم أني لست كذلك الحمار الذي زعم ابن آوى أنه لم يكن له قلب وأذنان، ولكنك احتلت عليَّ وخدعتني فخدعتك بمثل خديعتك، واستدركت فارط أمري. وقد قيل: إن الذي يفسده الحلم لا يصلحه إلا العلم. قال الغيلم: صدقت، إلا أن الرجل الصالح يعترف بزلته، وإذا أذنب ذنباً لم يستحي أن يؤدَّب: لصدقه في قوله وفعله، وإن وقع في ورطة أمكنه التخلص منها بحيلته وعقله: كالرجل الذي يعثر على الأرض، ثم ينهض عليها معتمداً فهذا مثل الرجل الذي يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب: كليلة ودمنة
المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ) (ترجمة لكتاب الفيلسوف الهندي بيدبا)



صباح الخير

صباح الورد




الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

(باب القرد والغيلم)




بسم الله الرحمن الرحيم

من كتب الأدب ..

(باب القرد والغيلم)

قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: قد سمعت هذا المثل، اضرب لي مثل الرجل الذي يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها قال الفيلسوف: إن طلب الحاجة أهون من الاحتفاظ بها ومن ظفر بحاجة ثم لم يحسن القيام بها أصابه ما أصاب الغيلم. قال الملك: وكيف ذلك؟ قال بيدبا: زعموا أن قرداً يقال له ماهر كان ملك القردة وكان قد كبر وهرم فوثب عليه قرد شاب من بيت المملكة فتغلب عليه، وأخذ مكانه فخرج هارباً على وجهه حتى انتهى إلى الساحل فوجد شجرة من شجر التين فارتقى إليها وجعلها مقامه فبينما هو ذات يوم يأكل من ذلك التين، إذا سقطت من يده تينة في الماء فسمع لها صوتاً وإيقاعاً فجعل يأكل ويرمي في الماء، فأطربه ذلك: فأكثر من طرح التين في الماء وثمَّ غيلم كلما وقعت تينة أكلها. فلما كثر ذلك ظن أن القرد إنما يفعل ذلك لأجله فرغب في مصادقته، وأنس إليه وكلمه، وألف كل واحد منهما صاحبه. وطالت غيبة الغيلم عن زوجته: فجزعت عليه وشكت ذلك إلى جارة لها وقالت: قد خفت أن يكون قد عرض له عارض سوء فاغتاله. فقالت لها: إن زوجك بالساحل قد ألف قرداً وألفه القرد: فهو مؤاكله ومشاربه، وهو الذي قطعه عنك، ولا يقدر أن يقيم عندك حتى تحتالي لهلاك القرد. قالت وكيف أصنع؟ قالت لها جارتها: إذا وصل إليك فتمارضي، فإذا سألك عن حالك فقولي: إن الحكماء وصفوا لي قلب قرد.
ثم إن الغيلم انطلق بعد مدة إلى منزله فوجد زوجته سيئة الحال مهمومةً فقال لها الغيلم: مالي أراك هكذا، فأجابته جارتها، وقالت: إن زوجتك مريضة مسكنة. وقد وصف لها الأطباء قلب قرد، وليس لها دواء سواه قال الغيلم: هذا أمر عسير من أين لنا قلب قرد، ونحن في الماء؟ لكن سأحتال لصديقي.
ثم انطلق إلى ساحل البحر: فقال له القرد يا أخي، ما حبسك عني؟ قال الغيلم: ما حبسني إلا حيائي: فلم أعرف كيف أجازيك على إحسانك إلي؟ وأريد أن تتم إحسانك إلي بزيارتك لي في منزلي فإني ساكن في جزيرة طيبة الفاكهة. فركب ظهر الغيلم، فسبح به حتى إذا سبح به عرض له قبح ما أضمر في نفسه من الغدر، فنكس رأسه، فقال له القرد: مالي أراك مهتماً؟ قال الغيلم: إنما همي لأني ذكرت أن زوجتي شديدة المرض وذلك يمنعني من كثير مما أريد أن أبلغه من حرص على كرامتك وملاطفتك. قال القرد: إن الذي أعرف من حرصك على كرامتي يكفيك مؤونة التكليف. قال الغيلم: أجل ومضى بالقرد ساعةً، ثم توقف به ثانية: فساء ظن القرد وقال في نفسه: ما احتباس الغيلم وإبطاؤه إلا لأمر ولست آمناً أن يكون قلبه قد تغير لي وحال عن مودتي، فأراد بي سوءاً: فإنه لا شيء أخف وأسرع تقلباً من القلب وقد يقال: ينبغي للعاقل ألا يغفل عن التماس ما في نفس أهله وولده وإخوانه وصديقه عند كل أمر، وفي كل لحظة وكلمة وعند القيام والقعود، وعلى كل حال فإن ذلك كله يشهد على ما في القلوب وقد قالت العلماء إذا دخل قلب الصديق من صديقه ريبة فليأخذ بالحزم في الحفظ منه وليتفقد ذلك في لحظاته وحالاته فإن كان ما يظن حقاً ظفر بالسلامة، وإن كان باطلاً ظفر بالحزم، ولم يضره ذلك ثم قال للغيلم: ما الذي يحبسك؟ ومالي أراك مهتماً، كأنك تحدث نفسك مرة أخرى؟ قال: يهمني أنك تأتي منزلي فلا تجد أمري كما أحب: لأن زوجتي مريضة قال القرد: لا تهتم فإن الهم لا يغني عنك شيئاً ولكن التمس ما يصلح زوجتك من الأدوية والأغذية: فإنه يقال ليبذل ذو المال ماله في أربعة مواضع: في الصدقة وفي الحاجة وعلى البنين وعلى الأزواج. قال الغيلم: صدقت. وقد قال الأطباء إنه لا دواء لها إلا قلب قرد فقال القرد واأسفاه لقد أدركني الحرص والشر على كبر سني: حتى وقعت في شر ورطة ولقد صدق الذي قال: يعيش القانع الراضي مستريحاً مطمئناً وذو الحرص والشره يعيش ما عاش في تعب ونصب.
وإني قد احتجت الآن إلى عقلي في التماس المخرج مما وقعت فيه. ثم قال الغيلم: وما منعك أن تعلمني عند منزلي حتى كنت أحمل قلبي معي؟ فهذه سنة فينا معاشر القردة إذا خرج أحد لزيارة صديق خلّف قلبه عند أهله أوفي موضعه، للنظر إذا نظرنا إلى حرم المزور وليس قلوبنا معنا قال الغيلم: وأين قلبك الآن؟ قال: خلّفته في الشجرة فإن شئت فارجع بي إلى الشجرة حتى آتيك به ففرح الغيلم بذلك وقال: لقد وافقني صاحبي بدون أن أغدر به. ثم رجع بالقرد إلى مكانه فلما أبطأ على الغيلم، ناداه: يا خليلي احمل قلبك وانزل فقد حبستني فقال القرد: هيهات أتظن أنّي كالحمار الذي زعم ابن آوى أنه لم يكن له قلب ولا أذنان قال الغيلم: وكيف ذلك؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكتاب: كليلة ودمنة
المؤلف: عبد الله بن المقفع (المتوفى: 142 هـ) (ترجمة لكتاب الفيلسوف الهندي بيدبا)

صباح الخير

صباح الورد



الاثنين، 29 أكتوبر 2018

( المؤشر)

قصة قصيرة


بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة ..

( المؤشر)

صمَتَ تماماً ! لم يعد يكلمني إطلاقاً ! يتجنبني حتى في الطعام !
أصبح يمضي يومه برغيف خبز وقطعة جبن أو كوب حليب أو يفتح إحدى المعلبات التي يبيعها في دكانه الصغير ..
إنه يضغط عليّ حقاً !
لكني أذكى من هذا ـ ورثت الذكاء عنه ـ هذا الذكاء الذي لو أحسن استغلاله لما كانت حياتنا بهذه البساطة و هذا التقشف .. لكني لا أنوي إضاعة ذكائي مثله بكلمات عن الرضا و القناعة و السعادة !
ما يراه سعادةً أراه الشقاء بعينه !
يحاول إثنائي ؛ يخبرني كم ضحى و لم يتزوج بعد رحيل أمي ، أخبرني أنه لم يكن ليسمح لامرأةٍ أن تقسو عليَّ كما فعلت زوجة أبيه ..
هل طلبت منه هذه التضحية ؟ 
ربما لو تزوج لكانت حياتنا أسهل ؛ لكُنا وجدنا طعاماً مطهوّاً و منزلاً مرتباً و ملابس مغسولة و مكوية .. ربما كانت أنجبت له من يحقق أمله في إدارة دكانه و يتركني أنا لمستقبلي ..
مستقبلي الذي بات رميةَ حجرٍ مني .. أراه صافياً كالسماء الزرقاء في لون عينيها ، أشُمُّ رائحته في رائحة عطرها الأخّاذ تنفذ إليّ من صورتها الجميلة على بريدها الإليكتروني .. نعم أشمه حقيقةً لا وهماً !
يقول لي : و تترك ابنة عمك اليتيمة لمن ؟
هل حوّل الزواج إلى دار رعاية ؟! إنه يرعاها منذ كانت طفلة ؛ هل سيورِّثُها لي كالدكان ؟
نعم هي طيِّبة و جميلة و شعرها الأسود الفاحم طالما داعب أحلامي .. لكنها لا تمتلك تلك العيون الزرقاء و النظرة الهادرة كموج البحر ـ طالما حلمت بالتصييف و السباحة في البحر ـ تُرى هل خشيَ عليّ من موجه الهادر أم من ملابس مُرتاداته ، أم لضيق ذات اليد ؟ !
إنه المستقبل بين يديَّ : تأشيرة سفر لأمريكا و تذكرة طائرة لأصل لأجمل عيونٍ زرقاءَ أسبح فيها و في بحر المال ـ من كدِّي و عملي ـ لقد رباني على ذلك ، لن آخذ شيئاً منها سأرد لها كل ما أنفقـَتـْهُ ، سأكون الزوج الذي أخبرتني أنها حلمت به يوم قرأتْ " الآربيان نايتس " .. مرحى لشهرزاد لقد جعلتني " الشاطر حسن " الفارس العربي الفتيّ الذي تحلم به ذوات العيون الزرقاء ـ كم حلمتُ بالبحر و لونه ـ ليتها بعثت تذكرة باخرة .. إني أغرق في لون البحر " لون عينيها الجميلة " .. لولا شعرها الأحمر القاني كلون الدم ! أكرهُ هذا اللون ، إنه يذكرني بتلك الندبة في رأسي يوم سقطت على درج البيت و اصطبغ شعري بلون الدم ، عدا لون الكعكات الحمراء في شهادتي ـ لم أكن من التلاميذ البلهاء الذين " يصمُّون " المنهج و يفرغونه في ورقة الإجابة ـ نعم يا أبي : لن أمضي بقية عمري أبيع البقالة التي لا يزيد ثمن أغلاها عن عشرين جنيهاً !
إنه المستقبل .. إنها الحياة .. إنها أمريكا .. إنها الجنسية .. إنها سارا !
أنه أنا ابنك ! لمَ لا تُتِمّ جميلك و تبارك اختياري ؟؟ 
يقول لي : كيف ستربي أبناءك هناك ، كيف ستضمن دينهم و أخلاقهم ؟؟ 
صِحتُ : كما ربيتني ! نظر إليّ و إلى التذكرة في يدي ، كاد ينطق : و هل نفعت التربية ؟ رفعت صوتي أكثر : ستراني شخصاً آخر ؛ سأعود بمالي و مكانتي و أبنائي ..
نظر إليّ في شفقة ؛ قال : أتذكُرُ يا حسن : كنتُ أُديرُ مؤشر التلفاز حين يظهر مشهدٌ سيءٌ في فلمٍ ما .. هل ستستطيعُ إدارة المُؤشِّر يا حسن ؟؟
ربما أكون ذُهلت و صمتُّ .. ربما يكون صمتَ هو أيضاً ، لكنّ عقلي لم يكف عن الكلام و عيونُه لم تكفّ عن التأنيب ، و يدي لم تكف عن تلَمُّسِ جواز السفر و التذكرة ـ تحمل التأشيرة التي يموت في سبيلها من يموت في البحر اللجِيِّ بيننا و بينهم ـ و أنا أمسك بيدي بساط َ الريح أنتظر أن يُقلـّني إلى مغارة علي بابا لأقول لها : افتح يا سمسم .. افتحي يا سارا " لأكبش و أُعبي " و أبني القصر و أُسْكِنَ أبي فيه .. افتح يا مطار : لأنسى عيون أبي المُشيحةِ عني ساعةَ خرجت ..
إنها الثامنة و النصف : بقيت نصف ساعة لأضع قدمي على متن رحلة أرض الأحلام ..
إنها العاشرةُ و النصف حين كادت عينا والدي تقفزان فرحاً و دهشةً و قد وَقَفَتْ ببابه زوجة عمي و ابنتها و قد تقدَّمتُهما ممسكاً يد المأذون ، و في عينيَّ لون دهان غرفتنا النيليّ الصافي ، و أفكاراً كبيرةً لدكان والدي الصغير ، و لا زال صوته يرن في أُذُني :
هل ســتــستــطــيع إدارة الـمـؤشــر يـا حـســــن ؟؟






صباح الخير






الأحد، 28 أكتوبر 2018

( الدم و الدموع )



بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة جداً ..

( الدم و الدموع )

برَقتْ عيناها بالدموع و هي تُخبرني أن اليوم وُلد ابنُها منذ خمسَ عشرةَ سنة !
لم أفهم لِمَ ! ربما لأنهم ليسوا ممن يقدر على صنع عيد ميلاد ؛ ثم لم تلبث أن أجهشت بالبكاء و اتجهت عيناها إلى البعيـد ..
قالت :
قالت لي "الدّاية " : شدي حيلك زمان أبو سماح جاي ؛ العيال بلغوه إنك بتولدي !
شديت حيلي ، و صرخت ، و جاءني صراخ من الشارع ليس صراخي ! و جاء الولد ، و جاء نذير الشؤم من الباب : أبو سماح صدمته عربية أمام البيت و هربت !
لااااه .. لأ !
قمت أجري و خيط الدم يجري ورائي ، رميتُ نفسي عليه ، اختلط دمهُ بدمي ، و صرخت :
قم يا أبو فرج .. الولد يا أبو فرج ..الولد يا أبو فرج !
يا أبو فرج الولـــــــــــــــــــــــــــــــــــد !!!

( مجرد مزحة ! )

قصة قصيرة جداً


بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة جداً ..

( مجرد مزحة ! )

لا زلت أشعر بالذنب !
سأظل طيلة عمري كذلك !
أنا .. أنا ..أزور والديه كل أسبوع و أرعاهما !
لقد قرأتُ له القرآن ثلاثين مرة إلى الآن !
لقد حججتُ له !
أنا لم أكن أقصد !
أقسم بالله العظيم أني لم أكن أقصد !
كنا شابّيْن على أعتاب الجامعة !
كنتُ أمزحُ معهُ فقط !
لقد أغاظني ؛ و قررتُ أن أصنع فيه مقلباً !
وجدتُ دبوس إبرة أمامي على أرض الفصل ..
أمسكتُه و شككتُه به فقط !
فقط !!
لم أكن أعلم أنه سيصاب بالتيتانوس !!
لم أكن أعلم أنه سيموت !!!
أنا لستُ مجرماً !
لستُ كذلك أبداً !!
لا .. لا ..
أنا مجرم .. أنا مجرم .. أنــا مـجــــرم !!!

صباح الخير




السبت، 27 أكتوبر 2018

( ذات مساءٍ بارد )

قصة قصيرة جداً

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة جداً ..

( ذات مساءٍ بارد )


إنها قطعة الخشب الأخيرة ؛لن تكفي حتى الصباح !
شحذتُها بالأمس من جارتنا العجوز ، و أول أمس كنتُ قد شحذتُ قطعتين من جاري " جيمس " و قبله من " آل هاري " ..
عجوزٌ أنا لم أعُد أقوَ على قطع الخشب ..
مفلسٌ أنا .. لكني لازلت أملك طعام يومين أو ثلاثة ..
تكادُ تنطفئ ! إن فتحتُ الباب الآن مِتُّ قبل أن أصل إلى جيمس ..
ربما لو وضعتُ عصايَ معها بقيت للصباح ..
إنه الصباح كما قلت .. أسمعُ طرقَهم ؛ مهلاً .. لماذا يكسرون الباب ؟ هل ينقصُني برد !
لماذا تبكون ؟ لقد سامحتكم !
مهلاً .. لماذا يحملوني إلى الكنيسة ؟ ليس اليوم الأحد !
ما هذا المكان الضيق الذي وضعوني فيه ؟
لكن بصراحة .. الآن فقط أشعُرُ بالدفء
!!

( تصحيح )

قصة قصيرة جداً

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة جداً ..


( تصحيح )




قرأتُ كتب الفلسفة فلم أفهم الحياة من حولي ! ضاقتْ كثيراً و انكمشت عليّ كالورقة في سلة المهملات !
اختنقْت !
أردتُ مساحة أوسع : هواء .. ماء .. نيل .. جسر .. و أنا فوقه !!
أدركتني سيدة رثة الملابس ؛ قالت : لماذا يا ابنتي ؟!
قلت : أنا أفكِّر ؛ لكِنّي لستُ موجودة !
لم تفهمني ؛ لكنها ناولتني كيسَ حبوب ؛ قالت :هل تقف العصافير على شُرفتِك ؟ هل تموء قطة ببابك ؟
بعدها بيوم ؛ كانت العصافير تناديني و القطة تخدش بابي تحمِلها جارتُنا اليتيمة ..
أمسكتُ القلم و الكتاب ؛ شطبتُ شيئاً ، كتبتُهُ كالتالي :
أنا أُعطي .. إذن أنا موجودة .

صباح الخير

دعاء




الجمعة، 26 أكتوبر 2018

( إبـــــداع ! )

قصة قصيرة


بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة ..

( إبـــــداع ! )

ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي ؟
ـ دولابك مفتوح !
= أغلقيه يا حبيبتي !
ـ حاضر ..
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي ؟
ـ " الميس " طلبت منا أن نقص صور و نلصقها في كراسة الرسم بعدد الأرقام من واحد إلى عشرة ..
= رائع ! قصّ الصور و لصقها مسلٍّ و جميل .
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي ؟
ـ ماذا أقص ؟
= أي صور جميلة تحبينها يا حبيبتي !
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي ؟
ـ ألن تقصي  و تلصقي معي يا مامي ؟
= لا يا حبيبتي أنا مشغولة الآن في إعداد الغداء لأن بابي على وشك الوصول.
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي ؟؟
ـ بابا لا يأتي في هذا الوقت !
= سيأتي للغداء و معه صاحب الشقة الواسعة التي سنشتريها منه اليوم ؛ ألا تحبين أن تجدي مساحة أوسع للعب يا حبيبتي ؟
ـ طبعاً مامي !
= إذن اذهبي هيّا و افعلي ما طلبَتْهُ المعلمة و اتركيني حتى أنتهي من إعداد الطعام!
 ـ حاضر مامي ..
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي ؟؟
ـ أين أجد صور جميلة أقصها يا مامي ؟
= لديك صور حيوانات و ورود جميلة كثيرة في مجلاتك و الأوراق التي يشتريها بابي لك دائماً يا حبيبتي !
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبـيـبـتــي ؟؟
ـ لا أريد صور حيوانات أو ورود أريد صور أخرى يا مامي !
= حبيبتي أنت عطلتيني ! قُصِّي الصور التي تعجبك من أي ورق و ألصقيها قبل أن يأتي بابي ؛ ألا تريدين أن تنتهي منها قبل أن يأتي و تريه إبداعك يا حلوة؟
ـ طبعاً مامي !
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي نعم ؟؟
ـ من أيّ ورق ؟
= نعم من أيّ ورق في أيّ مكان ، هيّا انصرفي هيّا !
ـ شـــكـــــــراً مامي حبيبتي !
...............
ـ مامي .. مامي ..
= نعم حبيبتي ؟؟
ـ ما رأيك : لصقت فرعون بعدد الأرقام .
= فرعون ؟ هذا ليس فرعون يا حبيبتي هذا اسمه الكاتب المصري ! لكن من أين أحضرتِ صوره ؟!!
ـ من الأوراق في دولابك مامي !
= أوراق ؟ دولابي ؟ صور .. أوراق .. دولابي ! فلوس الشقة الجديدة !!

يـــــــــــــــــــــــــــــا لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااهويّ !!!!!!!!!!!!







جمعة مباركة






بسم الله الرحمن الرحيم

ـ " اللهم صلِّ على سيدنا محمد "
ـ "صلى الله على سيدنا محمد"
ـ "اللهم صل على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد ، كما صليت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم ، وبارك على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وآل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد "
ـ "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين "
ـ " اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة تكون لك رضاءً ولحقه أداءً وأعطه الوسيلة والفضيلة والمقام الذي وعدته .
ـ "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أهل بيته"
ـ " اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك، وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات"
ـ "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم قدر لا إله إلا الله، وارضَ عن الحسَنيْن، يا حي يا قيوم ، يالله .
ـ "اللهم يا رب سيدنا محمد، وآل سيدنا محمد، صل على سيدنا محمد، وآل سيدنا محمد وأعط سيدنا محمد الدرجة والوسيلة في الجنة . اللهم يا رب سيدنا محمد وآل سيدنا محمد أبلغ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أهله "
ـ "اللهم صل على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الأمي ، وعلى آله وصحبه وسلم"
ـ "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق والناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وصل اللهم عليه وعلى آله وأصحابه حق قدره ومقداره العظيم "
ـ "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وما بينهم من النبيين والمرسلين ، صلوات الله عليهم أجمعين "
ـ "اللهم صل على سيدنا محمد عدد ما في علم الله ، صلاة دائمةً بدوام ملك الله "
ـ "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الرءوف الرحيم ،ذي الخُلق العظيم ، وعلى آله وأصحابه ، في كل لحظة عدد كل حادثٍ وقديم "
ـ "اللهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ، كما يليق بكمال الله"
ـ "اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله ، عدد نعم الله و إفضاله"
ـ اللهم صل على سيدنا محمد عدد خلقك و زنة عرشك و رضا نفسك و مداد كلماتك و عدد ملائكتك المقربين و عدد عُمّار بيتك العظيم و البيت المعمور مذ خلقتهم و حتى ترثهم و قوة حملة العرش و عدد ما تعلم و لا نعلم و ما أوتينا من العلم إلا قليلا .
ـ اللهم صل على سيدنا محمد مقدار حبك له و مقدار حبه لك و كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك .
ـ اللهم صل على سيدنا محمد صلاةً ترضيك و ترضيه و ترضى بها عنا يا رب العالمين .
ـ اللهم صل على سيدنا محمد صلاةً تنير بصرنا و بصائرنا و تزيل همومنا و تكشف غمنا و تطمئن قلوبنا و ترحم أرواحنا و أجسادنا و تورثنا النعيم المقيم في الدنيا و الآخرة يا رب الملكوت يا مغيث يا حي يا قيوم يا سريع يا حسيب يا منجي يا ودود يا كريم يا قدوس يا رب الملائكة و الروح يا رحمن يا رحيم و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على سيدنا محمد و آله و صحبه و أزواجه الطيبين الطاهرين اللهم آمين



بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلِّ و سلم و بارك على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم و آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد ..
اللهم صلِّ و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم في كل لمحةٍ و نفسٍ عدد ما وسِعَهُ علم الله عدد ما كان و ما يكون و عدد الحركات و السكون و عدد خلق الله و زنة عرشه و مداد كلماته و رضاء نفسه و مقدار حبه لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و مقدار حب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم له .
و أستغفر الله العظيم التواب الرحيم من كل ذنبٍ دقيقٍ و عظيم مثل ذلك؛ لي و للمؤمنين و المؤمنات و لمن أتى الله بقلبٍ سليم و لمن أتاه بفهمٍ هو به عليم يومَ قسّمَ الأرزاق و معها العقول مذ نفخ الله من روحه في آدم عليه السلام و حتى تذهل المرضعةُ عما أرضعت و هو على ذلك قدير و بالإجابة جدير نعم الوليُّ في الدنيا و الآخرة و نعم النصير .
اللهم استجب و انفع بها قائلها و تاليها و ناشرها و ذاكرها نفعاً يراه رأيَ العين في الدنيا و يومَ لا يُرى إلا لـُطفُك يا لطيف .
اللهم آمين
و الحمد لله رب العالمين .

الخميس، 25 أكتوبر 2018

( لحظة صدق )


بسم الله الرحمن الرحيم

قصة قصيرة جداً ..

( لحظة صدق )

قالوا لي :
لكي تنال الرضا السامي .. لابد أن تبدأ بمقال تمتدح فيه رئيس التحرير !
في الحقيقة .. لم أعرف ماذا أكتُب ، و لا من أين أبدأ ، و كيف أنتهي !
مزّقتُ الورقة .. كسرت القلم ..
ثم امتهنت مهنة أخرى !

لا إله إلا الله

لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله أخي الوحيد في ذمة الله أسألكم بالله قراءة الفاتحة و إهداء ثوابها له و الدعاء له بالرحمة و المغفرة ...