بسم الله الرحمن الرحيم
سيناريو " كوميكس "
( العُصابة السوداء )
( العُصابة السوداء )
ـ ها يا شباب .. ما رأيكم ؟
ـ في ماذا ؟
ـ هل سأغني ! في الفكرة التي اقترحت عليكم ؟
ـ هل جننت تريدنا أن نلعب " الغُمّيضة "ونحن في هذه السن ؟ نحن شباب ولسنا أطفال !
ـ أنا المجنون أم أنت المتخلف يا تامر ؟ هل تسمي التنكر في زي "النينجا" والبحث عن الشرير " الغميضه "؟!
ـ المتخلف حقاً هو من يتأثر بالأفلام الأجنبية هكذا مثلك ! مالها كرة القدم يا شباب هل يوجد أفضل منها يا ناصر يا غبي ؟ !
ـ مللنا منها يا أحمق ! وكُفّ عن الشتم وإلا..
ـ على مهلكم يا إخوان دعونا نسمع منه !
ـ اسكت أنت يا سمير إنه دائماً يستخف بنا لأنه يملك أشياء لا نملكها ..
ـ ما دخل المِلك في اللعبة الآن يا تامر ؟!
ـ طبعاً تقترح كما تريد : نينجا، أزياء سوداء، زي أبيض ،وجنازير وأشياء غريبة !!
لماذا نرتدي جميعاً زياً أسود وأنت وحدك ترتدي زياً أبيض ؟ ثم أنا أكره الأسود !
ـ الحق عليّ وقد اخترت لكم دور البطولة وجعلتكم الأخيار وأنا الشرير !
ـ الأخيار أسود والشرير أبيض !!
ـ هكذا كانوا في الفيلم ماذا أفعل لك ؟
ـ طبعا يا عَمّ ! لديك " فيديو" تضع فيه ما تشاء من أفلام !
_هل ستبدأ وصلة حقد يا رامي ؟
ـ حقد على من ؟ أنت متخلف أصلا ً ! نحن نشاهد كل شيء على "الدش" ..
ـ تقصد على الوصلات يا تمور يا حبيبي .
ـ لا فرق ! ثم من الأحمق الذي سيذهب ويشتري أزياء سوداء مخصوص من أجل لعبتك ؟ و هل سنرتدي أغطية رأس سوداء كالحريم ؟ ثم هل سنفك جنازير عجلات إخوتنا الصغار لكي نؤمِّن لك عناصر اللعبة ؟
ـ حسناً .. حسناً.. سنخفِّض التكلفة ، ونُعدِّل الشكل : بدلاً من الثياب السوداء الكاملة سنشتري متر قماش أسود ونصنع منه ثلاث عصابات سوداء لكم ، وأنا سأُحضِر عصابة بيضاء واحدة لي ، أما الجنازير فسنُبْدِلها بفروع الشجر القوية .. ها ما رأيكم ؟! أظنكم موافقين ؟
ـ ولو أني غير مستريح لهذه اللعبة السخيفة لكنها تجربة على أي حال .. على أن تشتري أنت المتر .. بإجماع سمير ورامي أليس كذلك يا شباب ؟
ـ نعم طبعاً !
ـ " إيش ياخد الريح من البلاط " ! موافق ! غداً نبدأ اللعبة ..
وفي الغد كان ناصر يكلم نفسه وهو يحاول الاختباء :
ـ الأغبياء .. تامر الغبي دائما يختار دور البطولة ! هكذا أبدو أنا البطل ويكونون هم الأشرار من سيعتقد غير هذا؟!
وفي المكان الذي انطلق منه ناصر كان هناك تامر ، سمير ورامي ..
ـ اسمعوا يا شباب لا بد أن نمسك بالشرير ناصر .. أنتم أبطال النينجا ! أنتم حُماة العالم ! انطلقوا في اتجاهات مختلفة ..حاصروه ...
لكن قبل أن ينفَضّ الجمع :
ـ هناك ! اقبضوا عليهم جميعاً !
ـ مَن ؟ ماذا ؟ ماذا تفعلون ؟! لماذا تقبضون علينا ؟؟ ماذا تريدون منا ؟ ماذا فعلنا ؟!!
ـ اخرس يا غبي أنت أمام حضرة الضابط !
أخيراً قبضنا عليكم متلبسين أيها الشياطين !
ـ شياطين ؟! متلبسين ؟! متلبسين بماذا ؟! بماذا متلبسين ؟!
بالعصابة السوداء طبعاً .. جرّوهم إلى "البوكس" وحرِّزوا العصابات السود .
ـ ولكن .. ولكن .. ولكن ..
ـ اخرس يا فاجر ! هيا كما أمر الضابط !
ـ ولكن ..ولكن .. ولكن
وأثناء سير "البوكس" إلى القسم لمح الضابط "ناصر" وهو يجري وعلى رأسه عصابة بيضاء فنظر إلى السائق:
ـ لا أدري لماذا يُهلك هؤلاء الشباب أنفسهم في طريق الضلال !! لماذا لا يوجِّهُون طاقاتهم إلى الأعمال البنّاءة كهذا الشاب الذي يمارس الرياضة في نشاط ؟!
وفي القسم:
ـ هل ألقيتم بهم في الحبس ؟
ـ نعم يا سيدي .
ـ أحضر لي طويل اللسان صاحب " ولكن " هذا .. أقول لك .. أحضرهم جميعاً ..
وأمام الضابط :
ـ أرجوك يا سيدي قل لي ماذا فعلنا ؟ لماذا قبضتم علينا ؟
ـ ألم أقل إنك طويل اللسان ؟ وتدّعِي البلاهة أيضاً ! ما اسمك يا غبي ؟
ـ لست غبياً!
حصل على صفعة على قفاه ملأ صوتها المكان ..
ـ اخرس وأجب حضرة الضابط !
ـ تامر .
ـ ماذا ؟ تامر !! يا حبيبي يا تامر ماذا يعني تامر ؟ اسمك وحده شبهه !
أنتم متهمون بعبادة الشيطان ..
ـ عبادة شي شي
ـ طان
ـ لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله
تبعه سمير ورامي :
ـ والله أكبر
ـ وسبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!
ـ واللهِ ؟؟ هل تعتقدون أنكم ستفلتون من قبضتنا بادعائكم الإيمان ؟ هل كنتم تعتقدون أنكم أذكى منا باستبدالكم القمصان السود بالعُصابة السوداء ؟! هه قديمه ! فعلها قبلكم أصحاب السوار الأسود ولم يفلتوا !
ـ أنتم مخطئون .. العصابة السوداء ليست .. نحن لسنا .. اسألوا حتى .. اتصل بـ بـ .. اسأله .. اسأله..
ـ أتصل بمن يا حبيبي أتصل بدادي أم بالمحامي .. يا روحي؟
أنتم يا "فرافير" يا أصحاب دادي ومادي ! أنتم من يفسد عقول الشباب بسخافاتكم وجريكم وراء قاذورات الغرب .. لماذا لا تقلدون النافع ؟ لو كنتم نظرتم من حديد "البوكس" إلى الطريق ونحن قادمون كنتم رأيتم ذلك الشاب اليافع وهو يضع على رأسه عصابة بيضاء كأبطال التنس و يتريّض في نشاط .. أما أنتم يا أغبياء ..
ـ ولكن .. ولكن
ـ نعم ولكن .. ولكن
ـ نعم .. نعم .. ولكنه ولكن
ـ ولكنكم اخترتم الطريق الأسود: طريق الشيطان .. طريق الفساد .. وتخريب المجتمع .. أريد إقراراً حالاً منكم بمبادئ عصاباتكم ، وأساليب استدراجكم للشباب ، ومقرّاتكم السرية، وطقوسكم ، وهل حمْل فروع الشجر تقليدٌ جديد ؟
ـ و لكن و لكن و لكن
ـ اخرسوا ! وأريد أسماء الأعضاء والرءوس الكبيرة وكل من أغويتموه بسلوك الطريق وعبادة الشيطان ..
ـ و لكن و لكن و لكن
ضرب براحة يده على المكتب أمامه بقوة وقد نفد صبره :
ـ اعترفوا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق