بسم الله الرحمن الرحيم
قصة للطفل من 8 ـ 12 ..
( القط كات والفأر رات )
في يوم ما كان مدرس اللغة الإنجليزية يعطي درساً لحسن الطالب في الابتدائية فأخذ يعلمه ويقول له: القط (كات).... والفأر (رات).
وفي الليل خرج الفأر من جحره بجرأة على غير عادته وصرخ بأعلى صوته ينادي القط دونما خوف قائلا: " هيه هيه...ياقط..أنت ياقط..ألا تسمع؟!..يا قط..."
جاء القط مندهشا ينظر إلى الفأر باستغراب وقال له: "ماذا هناك يا فأر هل جننت؟؟!"
قال الفأر: "لا..بل عقلت..اسمع يا قط:..."
قال له القط: نعم؟ أنا سامع !
قال الفأر: ألم تسمع المعلم يقول القط(كات) والفأر(رات)؟
قال القط: وماذا في ذلك؟
قال الفأر: فيهِ أنني كنت مغفلاً طيلة عمري فالقط (كات)والفأر(رات).
قال القط: لم أفهم شيئاً؟
قال الفأر: يا مغفل هذا يعنى أنه لا فرق بيني وبينك سوى حرف واحد فقط . فلماذا أهرب منك؟؟؟
ولماذا تكون أفضل منى والفرق بيننا ليس سوى حرف؟
قال القط: لكن أنا اسمي قط وأنت اسمك فأر.
قال الفأر: جميل ! إذن حتى بالعربية اسمي أطول من اسمك يعني أنا أفضل منك، لماذا إذن أهرب منك؟!
قال القط: لأنك فأر....وأنا قط!!!
قال الفأر: لا فرق بيننا أبداً... لديك رأس لديّ رأس، لديك أنف لدي أنف، لديك أذنان لدي أذنان ، لديك عينان لدي عينان ، لديك شارب لدي شارب ، لديك جسد لدي جسد، لديك ذيل لدي ذيل!!!
قال القط: ذيلي أنا مثل ذيلك أنت؟!!!
قال الفأر: بل ذيلي أفضل؛ فذيلك منفوش ثخين، أما ذيلي أنا فنحيف مبروم؛ ألا تسمع الناس تقول عن المختال بنفسه:إنه يظن نفسه (إبن بارم ديله) ؟
قال القط: ويحك! إنهم يقصدون الأسد؛لأن ذيله طويل ينتهي بشعر منفوش فأصبح شبيهاً بالحبل المبروم فسمّوه (بارم ديله)؛ والأسد على أية حال من فصيلة القطط.
قال الفأر: لا بأس..لا بأس..ولكن هذا لا يمنع أبداً من أنني أيضاً (بارم ديلي)..
قال القط: وماذا عن مخالبي وأنيابي كيف تدعي أنه لا فرق بيننا؟!
قال الفأر: نعم لا فرق! فأنا لدي أظافر وأسنان أقرض بها ما لا تستطيع أسنانك فيه شيئاً.
قال القط: وماذا عن الحجم؟ ماذا ستقول في هذا أيضاً ؟!
قال الفأر: إنه الفارق الثاني بيني وبينك: الحجم والحرف الأول من اسميْنا.
فإذا نظرنا إلى الحرف الأول من اسم كلٍّ منا وجدت أن حرفي أفضل من حرفك فاسمك يبدأ بحرف ال (سي) والكلمات التي تبدأ بها كثيرة فهذا دليل على أنه حرف منتشر لا قيمة له، أما حرفي أنا حرف ال (آر) فالكلمات التي تبدأ به أقل وهذا يعني أنه حرف عزيز،غالى،ونادر.
قال القط: حقاً؟! وماذا عن الحجم يا فيلسوف اليوم؟
قال الفأر: بعد ما قلتُه لك أصبح الفارق الوحيد بيننا هو الحجم وهو ليس بمشكلة؛ بالله عليك قل لي من أعقل: الإنسان أم الفيل؟
قال القط: الإنسان طبعاً.
قال الفأر: ها قد قلتها بلسانك ؛رغم أن حجم الفيل أكبر!
قال القط: إذن تدعي أنك أعقل مني في مقابل أنني أضخم منك؟؟
قال الفأر: بالضبط . وهكذا لا يصبح بيننا أي فارقٍ إطلاقاً.
قال القط: حقاً؟! ولكنك قذر وأنا نظيف، وأنت مخرّب يخاف منك الناس ويقتلونك بينما يحبونني ويربونني.
قال الفأر: تباً لهم! إنهم أغبياء ! لكن بعد أن تُفهمهم ما أفهمتُه لك قد يعقلون ويحبونني .
أما عن قذارتي فهذه مسألة ظروف يجب أن أحاسبهم وأحاسبك عليها؛ يجب أن تعوضونني عنها.
قال القط: كيف؟!!
قال الفأر: أنت رغم أنك بليد وغير مفيد في شيء سوى أنك تركض ورائي؛ يحبك صاحب البيت ويطعمك مما يأكل، فتأكل وأنت مطمئن. أما أنا فرغم أنني أخلصكم من القمامة، و لا آكل سوى قضمات بسيطة من الجبن أو أي طعام آخر مكشوف، ورغم أنني أنظف لكم الدار وأعمُرها بالحركة والصوت، ورغم أنني لا أطالبكم بشيء إلا أنكم تطاردونني فآكل وأنا خائف.
أنظر إلى الزمن يا أخي! أنت القط (كات) تأكل ما لذ وطاب وأنت بليد دون أن تفعل شيئاً وتمرح في الدار كما تشاء! وأنا الفأر (رات) آكل الفتات بالكد والشقاء والتعب ولا أجرؤ على البقاء خارج جحري كثيراً -جحري الذي حفرتُه بأظافري وأسناني في أحجار البيت- وأنت تنام على مخدة من القطن! وبعد هذا كله ؛ وبعد أن أدركتَ أنك (كات) وأنني (رات) وأنه لا فارق بيننا بل إنني أفضل منك بكدي وتعبي وعمراني للبيت، بعد كل هذا تريدني أن أتنازل عن حقي في الدار؟ وأن أظل أركض أمامك وأهرب إلى جحري؟ لا وألف لا.. لن يحدث هذا أبداً -ليس بعد ما جاءني من العلم- .
ضحك القط بصوت عالٍ من كل قلبه، وقال للفأر: ها..هل انتهيت؟ اسمع مني إذن:
أنت فأر، وستظل فأراً قذراً حقيراً -تسرق الطعام وتخرب في البيت- وسأظل أطاردك.
أما ما تدعي أنه علم فليس سوى "سفسطة" أي جدل فارغ وكذب، فسأظل أعقل، وأكبر، وأقوى، وأنظف، وأجمل منك، وسأظل مفيداً وستظُل مخرِّباً فاسداً.
أما عن تلاعبك بالحروف والكلمات فإليك الرد:
قلتَ أن اسمك في العربية أطول وهذا كذب فاسمك مكون من ثلاثة حروف: ف – أ –ر، و اسمي كذلك : "قطّ" فالطاء مشدّدة والحرف المشدّد في اللغة العربية- يساوي حرفين فهو عبارة عن ط ساكنة و ط متحركة .
و اسمي معروف، أما اسمك فهو قريبٌ جداً من كلمة يكرهها الناس وهي الفقر، فالفأر فقر فأنت فقري ! وإن حذفنا الهمزة أصبحت فاراً ؛ والفرار طبع الجبناء .
هذا في العربية، أما في الإنجليزية فهو قريبٌ من كلمة – روت- أي متعفن ، فأنت فقري وجبان ومتعفن ؛ يعني حتى اسمك يكرهه الناس!
أما عن كثرة الكلمات بحرف اسمي فهذا دليل على قيمته وأهميته؛ والأكثر شيوعاً وأكثر استعمالاً هو الأكثر نفعاً، فهذه ميزه لا عيب يعني هو الأفضل من حرف اسمك .
وإذا نظرت إلى رسمة الحرفين لوجدت أن حرف اسمي (C) يشبه الفم المفتوح أما حرف اسمك (R) فكأنه رأس على قدمين يعني حتى على الورق فمي مفتوح لكي يلتهمك وأنت تركض على قدمين مذعوراً .
وهكذا يا (رات) ستظل فأراً وسأظل أطاردك حتى آكلك أو أطردك من البيت.
وهنا أدرك الفأر أنه مهما كذب وتسفسط فلن يستطيع خداع القط . فركض نحو جحره ذليلاً هارباً بحياته من القط ، الذي ركض خلفه بعد أن بيّن كذب ادعاءاته وأظهر أن القط هو القط حتى لو كان "كات"، وأن الفأر هو الفأر حتى لو كان"رات".
ورغم ذلك ظل الفأر يعلّم أبناءه الكذب والخداع والتخريب والسرقة.
وظل القط يعلم أبناءه أن القط هو القط مهما اختلفت أسماؤه، وأن الفأر هو الفأر مهما ادّعى غير ذلك، وأنه مهما خرّب في الدار وادّعى أنه يعمُرُها فمصيره إلى الجحر أو بين أنياب القط .
لأن القط (كات) والفأر (رات).
قصة للطفل من 8 ـ 12 ..
( القط كات والفأر رات )
في يوم ما كان مدرس اللغة الإنجليزية يعطي درساً لحسن الطالب في الابتدائية فأخذ يعلمه ويقول له: القط (كات).... والفأر (رات).
وفي الليل خرج الفأر من جحره بجرأة على غير عادته وصرخ بأعلى صوته ينادي القط دونما خوف قائلا: " هيه هيه...ياقط..أنت ياقط..ألا تسمع؟!..يا قط..."
جاء القط مندهشا ينظر إلى الفأر باستغراب وقال له: "ماذا هناك يا فأر هل جننت؟؟!"
قال الفأر: "لا..بل عقلت..اسمع يا قط:..."
قال له القط: نعم؟ أنا سامع !
قال الفأر: ألم تسمع المعلم يقول القط(كات) والفأر(رات)؟
قال القط: وماذا في ذلك؟
قال الفأر: فيهِ أنني كنت مغفلاً طيلة عمري فالقط (كات)والفأر(رات).
قال القط: لم أفهم شيئاً؟
قال الفأر: يا مغفل هذا يعنى أنه لا فرق بيني وبينك سوى حرف واحد فقط . فلماذا أهرب منك؟؟؟
ولماذا تكون أفضل منى والفرق بيننا ليس سوى حرف؟
قال القط: لكن أنا اسمي قط وأنت اسمك فأر.
قال الفأر: جميل ! إذن حتى بالعربية اسمي أطول من اسمك يعني أنا أفضل منك، لماذا إذن أهرب منك؟!
قال القط: لأنك فأر....وأنا قط!!!
قال الفأر: لا فرق بيننا أبداً... لديك رأس لديّ رأس، لديك أنف لدي أنف، لديك أذنان لدي أذنان ، لديك عينان لدي عينان ، لديك شارب لدي شارب ، لديك جسد لدي جسد، لديك ذيل لدي ذيل!!!
قال القط: ذيلي أنا مثل ذيلك أنت؟!!!
قال الفأر: بل ذيلي أفضل؛ فذيلك منفوش ثخين، أما ذيلي أنا فنحيف مبروم؛ ألا تسمع الناس تقول عن المختال بنفسه:إنه يظن نفسه (إبن بارم ديله) ؟
قال القط: ويحك! إنهم يقصدون الأسد؛لأن ذيله طويل ينتهي بشعر منفوش فأصبح شبيهاً بالحبل المبروم فسمّوه (بارم ديله)؛ والأسد على أية حال من فصيلة القطط.
قال الفأر: لا بأس..لا بأس..ولكن هذا لا يمنع أبداً من أنني أيضاً (بارم ديلي)..
قال القط: وماذا عن مخالبي وأنيابي كيف تدعي أنه لا فرق بيننا؟!
قال الفأر: نعم لا فرق! فأنا لدي أظافر وأسنان أقرض بها ما لا تستطيع أسنانك فيه شيئاً.
قال القط: وماذا عن الحجم؟ ماذا ستقول في هذا أيضاً ؟!
قال الفأر: إنه الفارق الثاني بيني وبينك: الحجم والحرف الأول من اسميْنا.
فإذا نظرنا إلى الحرف الأول من اسم كلٍّ منا وجدت أن حرفي أفضل من حرفك فاسمك يبدأ بحرف ال (سي) والكلمات التي تبدأ بها كثيرة فهذا دليل على أنه حرف منتشر لا قيمة له، أما حرفي أنا حرف ال (آر) فالكلمات التي تبدأ به أقل وهذا يعني أنه حرف عزيز،غالى،ونادر.
قال القط: حقاً؟! وماذا عن الحجم يا فيلسوف اليوم؟
قال الفأر: بعد ما قلتُه لك أصبح الفارق الوحيد بيننا هو الحجم وهو ليس بمشكلة؛ بالله عليك قل لي من أعقل: الإنسان أم الفيل؟
قال القط: الإنسان طبعاً.
قال الفأر: ها قد قلتها بلسانك ؛رغم أن حجم الفيل أكبر!
قال القط: إذن تدعي أنك أعقل مني في مقابل أنني أضخم منك؟؟
قال الفأر: بالضبط . وهكذا لا يصبح بيننا أي فارقٍ إطلاقاً.
قال القط: حقاً؟! ولكنك قذر وأنا نظيف، وأنت مخرّب يخاف منك الناس ويقتلونك بينما يحبونني ويربونني.
قال الفأر: تباً لهم! إنهم أغبياء ! لكن بعد أن تُفهمهم ما أفهمتُه لك قد يعقلون ويحبونني .
أما عن قذارتي فهذه مسألة ظروف يجب أن أحاسبهم وأحاسبك عليها؛ يجب أن تعوضونني عنها.
قال القط: كيف؟!!
قال الفأر: أنت رغم أنك بليد وغير مفيد في شيء سوى أنك تركض ورائي؛ يحبك صاحب البيت ويطعمك مما يأكل، فتأكل وأنت مطمئن. أما أنا فرغم أنني أخلصكم من القمامة، و لا آكل سوى قضمات بسيطة من الجبن أو أي طعام آخر مكشوف، ورغم أنني أنظف لكم الدار وأعمُرها بالحركة والصوت، ورغم أنني لا أطالبكم بشيء إلا أنكم تطاردونني فآكل وأنا خائف.
أنظر إلى الزمن يا أخي! أنت القط (كات) تأكل ما لذ وطاب وأنت بليد دون أن تفعل شيئاً وتمرح في الدار كما تشاء! وأنا الفأر (رات) آكل الفتات بالكد والشقاء والتعب ولا أجرؤ على البقاء خارج جحري كثيراً -جحري الذي حفرتُه بأظافري وأسناني في أحجار البيت- وأنت تنام على مخدة من القطن! وبعد هذا كله ؛ وبعد أن أدركتَ أنك (كات) وأنني (رات) وأنه لا فارق بيننا بل إنني أفضل منك بكدي وتعبي وعمراني للبيت، بعد كل هذا تريدني أن أتنازل عن حقي في الدار؟ وأن أظل أركض أمامك وأهرب إلى جحري؟ لا وألف لا.. لن يحدث هذا أبداً -ليس بعد ما جاءني من العلم- .
ضحك القط بصوت عالٍ من كل قلبه، وقال للفأر: ها..هل انتهيت؟ اسمع مني إذن:
أنت فأر، وستظل فأراً قذراً حقيراً -تسرق الطعام وتخرب في البيت- وسأظل أطاردك.
أما ما تدعي أنه علم فليس سوى "سفسطة" أي جدل فارغ وكذب، فسأظل أعقل، وأكبر، وأقوى، وأنظف، وأجمل منك، وسأظل مفيداً وستظُل مخرِّباً فاسداً.
أما عن تلاعبك بالحروف والكلمات فإليك الرد:
قلتَ أن اسمك في العربية أطول وهذا كذب فاسمك مكون من ثلاثة حروف: ف – أ –ر، و اسمي كذلك : "قطّ" فالطاء مشدّدة والحرف المشدّد في اللغة العربية- يساوي حرفين فهو عبارة عن ط ساكنة و ط متحركة .
و اسمي معروف، أما اسمك فهو قريبٌ جداً من كلمة يكرهها الناس وهي الفقر، فالفأر فقر فأنت فقري ! وإن حذفنا الهمزة أصبحت فاراً ؛ والفرار طبع الجبناء .
هذا في العربية، أما في الإنجليزية فهو قريبٌ من كلمة – روت- أي متعفن ، فأنت فقري وجبان ومتعفن ؛ يعني حتى اسمك يكرهه الناس!
أما عن كثرة الكلمات بحرف اسمي فهذا دليل على قيمته وأهميته؛ والأكثر شيوعاً وأكثر استعمالاً هو الأكثر نفعاً، فهذه ميزه لا عيب يعني هو الأفضل من حرف اسمك .
وإذا نظرت إلى رسمة الحرفين لوجدت أن حرف اسمي (C) يشبه الفم المفتوح أما حرف اسمك (R) فكأنه رأس على قدمين يعني حتى على الورق فمي مفتوح لكي يلتهمك وأنت تركض على قدمين مذعوراً .
وهكذا يا (رات) ستظل فأراً وسأظل أطاردك حتى آكلك أو أطردك من البيت.
وهنا أدرك الفأر أنه مهما كذب وتسفسط فلن يستطيع خداع القط . فركض نحو جحره ذليلاً هارباً بحياته من القط ، الذي ركض خلفه بعد أن بيّن كذب ادعاءاته وأظهر أن القط هو القط حتى لو كان "كات"، وأن الفأر هو الفأر حتى لو كان"رات".
ورغم ذلك ظل الفأر يعلّم أبناءه الكذب والخداع والتخريب والسرقة.
وظل القط يعلم أبناءه أن القط هو القط مهما اختلفت أسماؤه، وأن الفأر هو الفأر مهما ادّعى غير ذلك، وأنه مهما خرّب في الدار وادّعى أنه يعمُرُها فمصيره إلى الجحر أو بين أنياب القط .
لأن القط (كات) والفأر (رات).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق