الخميس، 20 سبتمبر 2018

مسرحية ( هنا يموت الحمار 2)



بسم الله الرحمن الرحيم

مسرحية للطفل من 8 إلى 12..
مسرحية من فصلين أنشرها على مشاهد ..

( هنا يموت الحمار )

الفصل الأول ..
المشهد الثاني :
يُفتح الستار عن نفس الخلفية [ السماء و الجبال ] الوقت نهاري ، الإضاءة شديدة والشمس حارقة "تمثل بمصباح كهربائي أصفر أو كرتونة صفراء لامعة "
أرضية المسرح مليئة بالرمل الأصفر ، في نهاية المسرح من يسار المشاهدين نموذج لشجرة ضخمة ذات فروع جافة تماماً بجوارها ثلاثة ممثلين يرتدون زي نسور سوداء ..
يبدأ المشهد بدخول الحمارين من يمين المشاهدين يبدو عليهما الإعياء الشديد يجران أرجلهما جراً ويتكئ الرمادي على الأبيض و قد خلا خرجاهما من الطعام و دلواهما من الماء ..
يتوقفان ؛ يرمي الحمار الرمادي الخرج و الدلو على الأرض بقوة و يتأفف بشدة ..
الحمار الرمادي :
ـ تباً لك !لقد كنا نشرب و نأكل كل يوم !
الحمار الأبيض ( يُنزل خرجه و دلوه على الأرض بهدوء ) :
ـ لِمَ كل هذا التذمر ؟ ألم أشاركك في زادي ومائي ثم تركت لك ما تبقى منه حين أصبح لا يكفي إلا لواحدٍ فقط ؟!
يفرد الحمار الرمادي ظهره و يضع يديه في خاصرته و يضرب الأرض بقدمه بشدة ناظراً باستنكار شديد للحمار الأبيض ..
تنغرس قدم الحمار الرمادي في الرمل فيصرخ :
ـ آااه ..تباً لك .. ستهلكنا بغبائك !! لقد كنا نعيش آمنيْن مرتاحيْن في الحظيرة في الظل !
يساعده الحمار الأبيض في استخراجها ؛ فيجذبها ثم يجلس يندب حظه :
الحمار الرمادي :
ـ كنت سليماً معافى ..كنت آكل كثيراً .. كنت اشرب كل وقت .. لم أكن أظمأ أبداً ..كنت أنام في الظل .. ماذا يعني لو قالوا عنا حميراً ؟ ماذا يعني لو شتمونا أو ضربونا ماداموا يطعمونا و يحتفظون بنا ؟ ماذا يعني كل ذلك ما دمنا في أمان عندهم ؟!
الحمار الأبيض :
ـ لا أمان أبداً لمن لا يملك الحصول على طعامه بنفسه ، ولقد جئت ورائي بإرادتك .. ألا تستحق الحرية أن نصبر على الجوع والعطش أياماً ؟
( يبدأ مشهد تمثيلي صامت يشجع فيه الأبيض الرمادي على الوقوف و يتمنّع الرمادي لمدة ـ ينفر و يهز رأسه و يعقد ساعديه ـ ؛ يُصاحب ذلك الموسيقى المناسبة )
أخيراً يرضى الحمار الرمادي و يقف بصعوبة ، يساعده الأبيض ويبدآن في السير (يتركان الخرجين و الدلوين ) ، ومن جديد يبدأ الحمار الرمادي في الصراخ مع كل خطوة :
الحمار الرمادي :
ـ آه .. سأموت هنا لأنني استمعت لغبيٍّ مثلك ..
ـ آاه .. أريد أن أعود ..
ـ آااه.. أريد أن أرجع ..
يصلان لمنتصف الطريق ، يتوقفان وينتبهان فجأة للشجرة ، يصرخ الحمار الرمادي :
ـ هل هذه هي الغابة السعيدة التي متنا جوعاً حتى نصل إليها ؟؟!
الحمار الأبيض :
ـ الحمد لله ! ما دمنا وجدنا هذه الشجرة ؛إذن هناك بعدها سنجد الغابة السعيدة ..
تسمعهما النسور فتأتي تحوم حولهما و تزعق بصوتٍ مخيف ( يصاحب ذلك الموسيقى المناسبة ):
نسر 1 :
ـ أيها الغبيان ! لا وجود للغابة السعيدة ، ارجعا للصحراء قبل فوات الأوان ..
يمر سرب من الطيور المهاجرة في السماء عالياً ( نموذج البط البري المعلق ) يعبر المسرح من يمين المشاهدين إلى اليسار مع الصوت المناسب له الذي يجذب نظر الجميع إليه ـ الممثلين و الجمهور ـ ..
يخفض الحمار الأبيض ناظريه عن السماء بعد عبور السرب و يهاجم النسور :
ـ إلى أين يتجه البط إذن ؟؟ تباً لكم أيها النسور ! تريدون أن نرجع إلى الصحراء حتى نموت عطشاً وتأكلونا ؛ لكننا سنتابع حتى نصل إلى الغابة السعيدة ..
يظهر الغيظ على النسور ، تزيد من صياحها و دورانها حولهما ( مع زيادة في نبرة الموسيقى ):
نسر2 :
ـ يا أحمقان ! و هل توجد غابة سعيدة في الدنيا كلها ؟ إن بها أسداً ضخماً يأكل الحيوانات السمينة أمثالكم .. ( تحظى كلمة أسد بالدويّ المناسب داخل الموسيقى مع كل ذِكر له )
الحمار الرمادي صارخاً :
ـ أسد !! فيها أسد ؟؟ لا لن أموت بين أنياب الأسد ، سأرجع حيث كنت آكل و أشرب و أنام بأمان ..
الحمار الأبيض :
لا مجال للرجوع ؛ فالمسافة أطول من أن تصل ، ستموت جوعاً وعطشاً و تأكلك هذه النسور ؛ ليس في الغابة أسد ؛ إنهم يكذبون علينا كي نفعل ما قلت فنموت و يأكلونا !
نسر 3 :
ـ أنت حر أيها الحمار ؛ اذهب إلى الأسد ولا تصدق من ينصحك ..
الحمار الأبيض :
ـ و كيف يصدقكم و قد كذبتم في البداية وقلتم لا توجد غابة هنا ، ثم ادعيتم وجود أسدٍ بها ؟؟
نسر1 بغيظ :
ـ كنا نقصد أنه لا توجد غابة سعيدة ففيها أسد ـ كما قلنا ـ ذو أنيابٍ و مخالب حادّة تنتظر أمثالكم من الأغبياء (يمثل هو و من معه شكل المخالب ) ، ونحن بقينا هنا لنحذر المساكين أمثالكم منه ومن أنيابه ( ينزلوا أياديهم و يعقدوا أكفهم و يخفضوا رءوسهم في رقةٍ ممثلين براءة الأطفال ) ..
يصرخ الحمار الرمادي :
ـ لا لن أسير خطوة واحدة ... سأبقى هنا إلى جوار هؤلاء الطيبين ربما تمطر السماء فأشرب و أجد شيئاً حول جذع الشجرة فآكله ..
يتجه نحو الشجرة الجافة و يجلس واضعاً كفيه تحت ذقنه مستنداً بكوعيه إلى ركبتيه ..
يتجه الحمار الأبيض نحوه :
ـ لن تمطر السماء بدون غيوم ، و لن تنبت الأعشاب في يومٍ وليلة ! قم نسير بما بقي لدينا من قوة حتى نصل إلى غايتنا ونحيا حياةً سعيدة في الغابة السعيدة ..
يهبُّ الحمار الرمادي ملوحاً بيديه في وجهه ..
الحمار الرمادي :
ـ تباً لك ولأوهامك ؛ لا توجد غابة سعيدة ، وهل توجد غابة ليس فيها أسد!! اذهب أنت فإذا رجعت ولم تمت سآتي معك ..
الحمار الأبيض مستنكراً :
ـ لكنك إن بقيت هنا ستموت عطشاً حتى أصل و أرجع لك بشربة ماء ..أي أن الموت هنا محقق عطشاً ، بينما لو سرت معي قد نصل إلى الماء فنحيا ..
الحمار الرمادي :
ـ نعم نحيا بين أنياب الأسد !
( يعود بقوة لنفس الجلسة تحت الشجرة )
ـ هِــــه ! ( يغير جلسته للقرفصاء و يصعِّر خدّه و يعقد ساعديه )
يبدأ الحمار الأبيض في جذب الحمار الرمادي ليفك عقد ساعديه وهو يبعد يده ويمتنع بضراوة يصاحب المشهد الموسيقى المناسبة ( من الممكن إضافة أغنية مناسبة عن الصداقة ) ..
ييأس الحمار الأبيض و يبدأ في الانصراف في أسى شديد ..
تلتف النسور حول الحمار الرمادي و تحوم حوله باحتفاء شديد ..( يصاحب الموسيقى المرافقة لهم صيحات نصر )
يخرج الحمار الأبيض من يسار المسرح مطأطئاً رأسه حزناً وينتهي المشهد الثاني والفصل الأول 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا إله إلا الله

لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله أخي الوحيد في ذمة الله أسألكم بالله قراءة الفاتحة و إهداء ثوابها له و الدعاء له بالرحمة و المغفرة ...