بسم الله الرحمن الرحيم
قصة للطفل من 6 إلى 12 ..
( ملك الغابة )
في صباح يوم مشرق جميل ؛ استيقظ " غضنفر " و تثاءب في كسل ، ثم مطّ جسده للأمام و الخلف ، ثم ملأ رئتيه بالهواء النقي و أطلق زئيراً عالياً جداً سُمِعَ في كل أرجاء الغابة ؛ ثم قال لنفسه :
ـ هكذا يكون صوت ملك الغابة ..
ثم أخذ يمشي مختالأً بنفسه فرِحاً بقوته معجباً بشكله و صوته ..
و بينما هو يمشي إذ مرّ به الفهد و قال له :
ـ صباح الخير يا غضنفر ..
فلم يردَّ عليه غضنفر السلام !
فوقف الفهد متعجباً و أعاد السلام :
ـ صباح الخير يا غضنفر !
فقال غضنفر :
ـ أنا لا أرد على المتسخين أمثالك !
تعجبّ الفهد قائلاً :
ـ أنا متـّسخ ؟!!
قال غضنفر :
ـ طبعاً ؛ انظر إلى البقع السوداء المقززة على جلدك ؛ ثم انظر إلى جلدي الذهبي النظيف .
قال الفهد :
ـ لكنها ليست بقعاً متسخة !! إنها النقاط السوداء التي تلوِّن جسدي و تعطيني شكلي الجميل الذي أحبُّه .
قال غضنفر :
ـ تحبُّه ؟!! يجب أن تخجل منه ! إنني أخاف أن أقترب منك حتى لا أتسخ !
ثم تركه غضنفر و أخذ يمشي مزهواً بجسده قائلاً :
ـ هكذا يجب أن يكون جلد ملك الغابة !
إلى أن قابل الفيل و هو يتناول بخرطومه ورق الشجر و يأكله ؛ فنظر إليه و هو يضحك و قال له :
ـ ما هذا ؟! كل هذا أنف !! انظر إلى أنفي الدقيق الجميل ؛ و إلى أنفك القبيح الطويل !!
قال له الفيل :
ـ ليس أنفي قبيحاً يا غضنفر ! إنه طويل و مفيد : أتناول به طعامي و شرابي .
قال غضنفر :
ـ أنفي الدقيق الجميل أشم به رائحة الطعام ، و أحصل عليه بمخالبي الحادة القوية .
ثم تركه و انصرف قائلاً :
ـ هكذا يجب أن يكون أنف ملك الغابة !
ثم مرّ على الزرافة و هي تشرب ؛ فوجدها قد باعدت بين ساقيْها لكي تستطيع أن تصل برقبتها الطويلة إلى الماء .. فقال لها ساخراً :
ـ ما هذه الرقبة الطويلة المزعجة ؟! إن شكلك مضحك و أنت تحاولين الوصول إلى الماء ! انظري إلى عُنُقي الجميل المتناسق ؛ يُغطيه شعري الناعم الغزير ..
قالت الزرافة :
ـ قد أتعب قليلاً في الوصول إلى الماء ؛ لكنّ رقبتي الطويلة تُعطيني شكلي الجميل و تساعدني في الوصول إلى الطعام بسهولة .
تركها غضنفر قائلاً في سخرية :
ـ شكلك الجميل !! انظري إلى رقبتي المتناسقة !
هكذا يجب أن يكون عنق ملك الغابة !
و بينما هو يمشي إذ سمع صوتاً ضعيفاً يأتي من تحته قائلاً :
ـ احترس يا غضنفر ! لقد كدت تضع قدمك عليّ !
قال غضنفر :
ـ هذا أنت يا ثُعبان ؟ مالِ صوتك فحيحٌ ضعيف ؟!
قال الثعبان :
ـ إنه مناسب لجسدي ؛ و أنا لا أحتاج إلى صوتٍ أعلى ؛ إنه يُعجبني .
قال غضنفر :
ـ يعجبك ؟!!
ثم زأرَ بصوتٍ سمعه كل من في الغابة قائلاً :
ـ هكذا يجب أن يكون صوت ملك الغابة !
ثم تركه و أخذ يمشي ؛ فلمح الغراب ينقر في الأرض و يسير و هو يحجل ؛ فقال ساخراً :
ـ مالك تعرج هكذا يا غراب ؟! ألا تستطيع السير أفضل من هذا ؟؟
قال الغراب : هذه مشيتي التي خلقني الله عليها ؛ و هي لا تضرني بل تميزني .
قال غضنفر :
ـ تُميِّزُك ؟!!
ثم تركه و أخذ يمشي باختيال ؛ يضع رجلاً و يرفع الأخرى قائلاً :
ـ هكذا يجب أن تكون مشية ملك الغابة !
و ظل غضنفر يمشي مُعجباً بنفسه ؛ مُختالاً بمشيه ؛ حتى حلّ الظلام ..
و بينما هو يضع قدمه بقوة على الأرض ، لم يرَ فخاَ حديدياً كان قد تركه الصيادون في الغابة منذ زمن ، فانطبق الفخ على قدمه بقوة ، فصرخ غضنفر بصوته القوي ؛ فسمعه كل من كان في الغابة ..
لكنهم ظنوا أنه يتباهى بصوته ؛ فلم يأتِ أحدٌ إليه ..
و ذهبت جميع الحيوانات للنوم ..
و ظل غضنفر يزأر و يزأر .. دون أن يجيبه أحد ..
و لِحَظِّهِ السيء أمطرت السماء طيلة الليل ؛ و هو يتألم من قدمه المجروحة في الفخ ، و يحاول أن يُخلصها منه دون جدوى ..
حتى طلع الصباح و أشرقت الشمس و رأته الحيوانات فتجمّعتْ حوله و أخذت تنظر إليه ، فقال غضنفر للفهد :
ـ ساعدني يا فهد !
قال الفهد :
ـ انظر إلى بقع الطين التي تغطيك ! أخاف أن أقترب منك فأتسخ ! على الأقل النقاط التي على جسدي ليست طيناً ؛ إنها لون يجعلني جميلاً ..
ثم أخذ يلعق جسده بدلال أمام غضنفر .
قال غضنفر للفيل :
ـ لم أستطع أن أشرب من قطرات المطر ؛ إنني عطشان ؛ ألا تناولني قليلاً من الماء بخرطومك الطويل من هذه الحفرة المملوءة بالماء ..
قال الفيل :
ـ و لكنّ خرطومي قبيح كما تقول فكيف تشرب منه ؟
قالت الزرافة :
ـ و لماذا لا تمد عنقك الجميل المتناسق لتشرب ؟
خجل غضنفر من نفسه و حاول أن يقوم ؛ فأخذ يعرج ـ و القيد في قدمه ـ لكي يصل إلى الماء فلم يستطع ..
قال الغراب :
ـ ما هذا لماذا غيرت مشيتك يا ملك الغابة ؟ لماذا تحجل كالغراب ؟
ثار غضنفر من كلامهم و أخذ يزأر و يزأر ؛ لكنّ صوته كان قد أصبح ضعيفاً جداً ..
ضحك الثعبان و قال :
ـ ما هذا ؟ هل تسمعون شيئاً ؟هل هذا زئير أم فحيح ؟!
أخذت الحيوانات تضحك و تقول :
ـ هكذا يجب أن يكون صوت ملك الغابة !
و فجأة توقف الجميع عن الضحك ؛ و أصابتهم الرهبة ؛ فقد رأوا والد غضنفر ..
كان يقف خلفهم و يسمعهم جميعاً !
صرخ غضنفر قائلاً :
ـ ساعدني يا أبي !
نظر والد غضنفر إلى الحيوانات ..
ثم نظر نظرة طويلة غاضبة تجاه ابنه غضنفر ..
ثم تركهم جميعاً و انصرف !
و هنا أحس غضنفر بمدى خطئه و طأطأ رأسه في الأرض خجلاً و ألماً مما أصابه ؛ لكنه سُرعان ما رفعها و هو يرى جميع الحيوانات تقترب منه لتساعده على الخلاص من الفخ ..
فأمسك الفهد بأنيابه الفخ من جهة ، و لفّ الثعبان جسده على الجهة الأخرى و باقي جسده على شجرة قريبة ؛ و أخذا يجذبانه في اتجاهين مختلفين ؛ في نفس اللحظة التي كان فيها الفيل يلف خرطومه على جسم غضنفر و يجذبه بعيداً عن الفخ ؛ تساعده الزرافة التي كانت تدفع جسد غضنفر برقبتها الطويلة ..
و هكذا خلصت الحيوانات غضنفر من الفخ و أخذ الغراب يبحث في الأرض برجليه حتى حفر حول الفخ و أخرجه ، فقام الفيل برميه في النهر بخرطومه الطويل ، و هكذا ضمنوا ألا يؤذي أحداً ثانيةً .
شكرهم غضنفر بخجلٍ شديد ..
و لم يضحك أيٌ منهم عليه و هو ينصرف إلى بيته و قد غطاه الطين و هو يعرج ؛ فقد عرفوا أنه قد أدرك تماماً الآن :
كـيـف يـجـب أن يـكـون مـلـك الـغـابـة .
( ملك الغابة )
في صباح يوم مشرق جميل ؛ استيقظ " غضنفر " و تثاءب في كسل ، ثم مطّ جسده للأمام و الخلف ، ثم ملأ رئتيه بالهواء النقي و أطلق زئيراً عالياً جداً سُمِعَ في كل أرجاء الغابة ؛ ثم قال لنفسه :
ـ هكذا يكون صوت ملك الغابة ..
ثم أخذ يمشي مختالأً بنفسه فرِحاً بقوته معجباً بشكله و صوته ..
و بينما هو يمشي إذ مرّ به الفهد و قال له :
ـ صباح الخير يا غضنفر ..
فلم يردَّ عليه غضنفر السلام !
فوقف الفهد متعجباً و أعاد السلام :
ـ صباح الخير يا غضنفر !
فقال غضنفر :
ـ أنا لا أرد على المتسخين أمثالك !
تعجبّ الفهد قائلاً :
ـ أنا متـّسخ ؟!!
قال غضنفر :
ـ طبعاً ؛ انظر إلى البقع السوداء المقززة على جلدك ؛ ثم انظر إلى جلدي الذهبي النظيف .
قال الفهد :
ـ لكنها ليست بقعاً متسخة !! إنها النقاط السوداء التي تلوِّن جسدي و تعطيني شكلي الجميل الذي أحبُّه .
قال غضنفر :
ـ تحبُّه ؟!! يجب أن تخجل منه ! إنني أخاف أن أقترب منك حتى لا أتسخ !
ثم تركه غضنفر و أخذ يمشي مزهواً بجسده قائلاً :
ـ هكذا يجب أن يكون جلد ملك الغابة !
إلى أن قابل الفيل و هو يتناول بخرطومه ورق الشجر و يأكله ؛ فنظر إليه و هو يضحك و قال له :
ـ ما هذا ؟! كل هذا أنف !! انظر إلى أنفي الدقيق الجميل ؛ و إلى أنفك القبيح الطويل !!
قال له الفيل :
ـ ليس أنفي قبيحاً يا غضنفر ! إنه طويل و مفيد : أتناول به طعامي و شرابي .
قال غضنفر :
ـ أنفي الدقيق الجميل أشم به رائحة الطعام ، و أحصل عليه بمخالبي الحادة القوية .
ثم تركه و انصرف قائلاً :
ـ هكذا يجب أن يكون أنف ملك الغابة !
ثم مرّ على الزرافة و هي تشرب ؛ فوجدها قد باعدت بين ساقيْها لكي تستطيع أن تصل برقبتها الطويلة إلى الماء .. فقال لها ساخراً :
ـ ما هذه الرقبة الطويلة المزعجة ؟! إن شكلك مضحك و أنت تحاولين الوصول إلى الماء ! انظري إلى عُنُقي الجميل المتناسق ؛ يُغطيه شعري الناعم الغزير ..
قالت الزرافة :
ـ قد أتعب قليلاً في الوصول إلى الماء ؛ لكنّ رقبتي الطويلة تُعطيني شكلي الجميل و تساعدني في الوصول إلى الطعام بسهولة .
تركها غضنفر قائلاً في سخرية :
ـ شكلك الجميل !! انظري إلى رقبتي المتناسقة !
هكذا يجب أن يكون عنق ملك الغابة !
و بينما هو يمشي إذ سمع صوتاً ضعيفاً يأتي من تحته قائلاً :
ـ احترس يا غضنفر ! لقد كدت تضع قدمك عليّ !
قال غضنفر :
ـ هذا أنت يا ثُعبان ؟ مالِ صوتك فحيحٌ ضعيف ؟!
قال الثعبان :
ـ إنه مناسب لجسدي ؛ و أنا لا أحتاج إلى صوتٍ أعلى ؛ إنه يُعجبني .
قال غضنفر :
ـ يعجبك ؟!!
ثم زأرَ بصوتٍ سمعه كل من في الغابة قائلاً :
ـ هكذا يجب أن يكون صوت ملك الغابة !
ثم تركه و أخذ يمشي ؛ فلمح الغراب ينقر في الأرض و يسير و هو يحجل ؛ فقال ساخراً :
ـ مالك تعرج هكذا يا غراب ؟! ألا تستطيع السير أفضل من هذا ؟؟
قال الغراب : هذه مشيتي التي خلقني الله عليها ؛ و هي لا تضرني بل تميزني .
قال غضنفر :
ـ تُميِّزُك ؟!!
ثم تركه و أخذ يمشي باختيال ؛ يضع رجلاً و يرفع الأخرى قائلاً :
ـ هكذا يجب أن تكون مشية ملك الغابة !
و ظل غضنفر يمشي مُعجباً بنفسه ؛ مُختالاً بمشيه ؛ حتى حلّ الظلام ..
و بينما هو يضع قدمه بقوة على الأرض ، لم يرَ فخاَ حديدياً كان قد تركه الصيادون في الغابة منذ زمن ، فانطبق الفخ على قدمه بقوة ، فصرخ غضنفر بصوته القوي ؛ فسمعه كل من كان في الغابة ..
لكنهم ظنوا أنه يتباهى بصوته ؛ فلم يأتِ أحدٌ إليه ..
و ذهبت جميع الحيوانات للنوم ..
و ظل غضنفر يزأر و يزأر .. دون أن يجيبه أحد ..
و لِحَظِّهِ السيء أمطرت السماء طيلة الليل ؛ و هو يتألم من قدمه المجروحة في الفخ ، و يحاول أن يُخلصها منه دون جدوى ..
حتى طلع الصباح و أشرقت الشمس و رأته الحيوانات فتجمّعتْ حوله و أخذت تنظر إليه ، فقال غضنفر للفهد :
ـ ساعدني يا فهد !
قال الفهد :
ـ انظر إلى بقع الطين التي تغطيك ! أخاف أن أقترب منك فأتسخ ! على الأقل النقاط التي على جسدي ليست طيناً ؛ إنها لون يجعلني جميلاً ..
ثم أخذ يلعق جسده بدلال أمام غضنفر .
قال غضنفر للفيل :
ـ لم أستطع أن أشرب من قطرات المطر ؛ إنني عطشان ؛ ألا تناولني قليلاً من الماء بخرطومك الطويل من هذه الحفرة المملوءة بالماء ..
قال الفيل :
ـ و لكنّ خرطومي قبيح كما تقول فكيف تشرب منه ؟
قالت الزرافة :
ـ و لماذا لا تمد عنقك الجميل المتناسق لتشرب ؟
خجل غضنفر من نفسه و حاول أن يقوم ؛ فأخذ يعرج ـ و القيد في قدمه ـ لكي يصل إلى الماء فلم يستطع ..
قال الغراب :
ـ ما هذا لماذا غيرت مشيتك يا ملك الغابة ؟ لماذا تحجل كالغراب ؟
ثار غضنفر من كلامهم و أخذ يزأر و يزأر ؛ لكنّ صوته كان قد أصبح ضعيفاً جداً ..
ضحك الثعبان و قال :
ـ ما هذا ؟ هل تسمعون شيئاً ؟هل هذا زئير أم فحيح ؟!
أخذت الحيوانات تضحك و تقول :
ـ هكذا يجب أن يكون صوت ملك الغابة !
و فجأة توقف الجميع عن الضحك ؛ و أصابتهم الرهبة ؛ فقد رأوا والد غضنفر ..
كان يقف خلفهم و يسمعهم جميعاً !
صرخ غضنفر قائلاً :
ـ ساعدني يا أبي !
نظر والد غضنفر إلى الحيوانات ..
ثم نظر نظرة طويلة غاضبة تجاه ابنه غضنفر ..
ثم تركهم جميعاً و انصرف !
و هنا أحس غضنفر بمدى خطئه و طأطأ رأسه في الأرض خجلاً و ألماً مما أصابه ؛ لكنه سُرعان ما رفعها و هو يرى جميع الحيوانات تقترب منه لتساعده على الخلاص من الفخ ..
فأمسك الفهد بأنيابه الفخ من جهة ، و لفّ الثعبان جسده على الجهة الأخرى و باقي جسده على شجرة قريبة ؛ و أخذا يجذبانه في اتجاهين مختلفين ؛ في نفس اللحظة التي كان فيها الفيل يلف خرطومه على جسم غضنفر و يجذبه بعيداً عن الفخ ؛ تساعده الزرافة التي كانت تدفع جسد غضنفر برقبتها الطويلة ..
و هكذا خلصت الحيوانات غضنفر من الفخ و أخذ الغراب يبحث في الأرض برجليه حتى حفر حول الفخ و أخرجه ، فقام الفيل برميه في النهر بخرطومه الطويل ، و هكذا ضمنوا ألا يؤذي أحداً ثانيةً .
شكرهم غضنفر بخجلٍ شديد ..
و لم يضحك أيٌ منهم عليه و هو ينصرف إلى بيته و قد غطاه الطين و هو يعرج ؛ فقد عرفوا أنه قد أدرك تماماً الآن :
كـيـف يـجـب أن يـكـون مـلـك الـغـابـة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق